بيروت - "الحياة" تراجعت المظاهر المسلحة وأجواء التوتر في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوبلبنان أمس لمصلحة التهدئة وتنفيس الاحتقان تكريساً للاتفاق الذي توصلت اليه الفصائل الفلسطينية والقوى الاسلامية المختلفة داخل المخيم ليل اول من امس وقضى بأن تتولى "عصبة الانصار" الاسلامية المتشددة اخراج عناصر ما يسمى "مجموعة الضنية" من المخيم في غضون اسبوعين، كمخرج يجنب المخيم تجدد الاشتباكات التي وقعت فجر الثلثاء الماضي بين هذه المجموعة وبين "فتح" و"الكفاح المسلح الفلسطيني" وأدت الى مقتل عنصر منها وآخر من "فتح". راجع ص5 وقال مصدر فلسطيني في المخيم ل"الحياة" ان عدد عناصر المجموعة اللبنانيين يبلغ اربعة، وضعتهم "عصبة الانصار" التي كانوا يلوذون بها سابقاً، في الاقامة الجبرية في "حي الطوارئ" المكتظ حيث مقر العصبة. وجاء اقتراح اخراج "مجموعة الضنية" من المخيم حلاً وسطاً طرحته حركة "حماس"، بديلاً من طلب حركة "فتح" تسليم هؤلاء العناصر بعد ان شنوا هجوماً عليها، ومن اصرارهم على القتال "حتى الموت" ضد "فتح" وغيرها، ما كان سيتسبب بأضرار كبيرة داخل المخيم تطاول المدنيين والابرياء. والتزمت المنظمات الفلسطينية كافة بالاتفاق وتعهدت "عصبة الانصار" تنفيذه في ما يخص اخراج عناصر "الضنية" وعدم ادلائهم بتصريحات صحافية، خصوصاً ان لجنة متابعة تشكلت لملاحقة التنفيذ، وضبط الوضع الامني وتنفيس الاحتقان الذي نجم عن التعبئة خلال الايام الثلاثة الماضية. وضمت اللجنة ممثلين عن 11 تنظيماً وهيئة فلسطينية واسلامية داخل المخيم، في شكل يعكس تبني الجميع مضمون الاتفاق الذي رعته ودعمته القوى الوطنية والاسلامية اللبنانية في مدينة صيدا حيث يقع المخيم. "فتح" ملتزمة الاتفاق وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده امين سر حركة "فتح" في عين الحلوة العقيد خالد عارف وأعلن فيه التزام الحركة الاتفاق، تحدث عن "اخراج مجموعة الضنية من المخيم خلال مدة زمنية محددة على ان يتم التزام هذه المدة المتفق عليها والتي يعرفها اصحاب العلاقة والقوى الوطنية والاسلامية". كما اشار الى ان القوى الاسلامية رعت الاتفاق بالتوافق مع "مجموعة الضنية". وذكر مصدر فلسطيني ل"الحياة" ان الدولة اللبنانية لم تطلب تسليمها عناصر "مجموعة الضنية"، ربما لأن الاربعة اللبنانيين المتبقين منها لم تصدر في حقهم مذكرات توقيف، مرجحة ان يكون المطلوبون من عناصرها للقضاء اللبناني قد غادروا المخيم قبل حصول اشتباك فجر الثلثاء الماضي. وقال الشيخ ماهر حمود احد رموز الاسلاميين في مدينة صيدا انه لا يستطيع ان يؤكد او ينفي صحة الانباء عن مهلة اسبوعين لاخراج "مجموعة الضنية". واعتبرت اوساط عدة في المخيم ان هذا المخرج يحفظ ماء الوجه للجميع، وانه يشكل مخرجاً لمسألة المرجعية داخل المخيم بين "فتح" من جهة والمنظمات الفلسطينية الاخرى، خصوصاً الحليفة لسورية اذ توصلوا الى المخرج بمرجعية جماعية شارك فيها جميع الفرقاء من دون استثناء بما فيها "عصبة الانصار".