انتابني حزن وغم وهم، حين لم يهتد الرئيس جورج بوش الى جواب عن سؤاله. لا يدري لماذا يكرهه العالم، على رغم اناقته وجماله وسحر عينيه. حتى رأيه لم يستقر على اسم لحربه. أهي حرب صليبية؟ أم حرب عدالة مطلقة؟ أم حرب قضاء على الإرهاب، أم حرب بغضاء؟... من طبعي أن أصاب بالاكتئاب، إذا تاه واحد من خلق الله، فما بالكم إذا كان التائه رئيس الولاياتالمتحدة الأميركية، ورئيس ما يسمى بالنظام العالمي الجديد. وأسأل بإلحاح هل اضاع ايضاً الحكمة ونعمة الصبر؟ وهل ما زالت المصالح والشهوات والانفعالات بخير؟ وهل هذه الأسباب هي التي دعته لأن يسرف بالتصريحات والتهديدات والاتهامات ويشهد الزور؟ فجاءت مواقفه عرجاء وحروبه جوفاء وقراراته خرقاء. يقر بدولة فلسطينية، وفجأة يحولها لدولة موقتة، ويعود ليحصرها بكيان مسلوب الأرض والسيادة والإرادة، ثم يعلن عن افكاره وتصوره للحل الذي لا يقبله عقل. يشيد بياسر عرفات ويثني عليه ويتعهد بأمنه، ثم يؤيد سجنه ويطالب بإقصائه مع استعداده التام لتقديم البديل مع ادارة بست نجوم من صنع اميركي اسرائيلي مشترك من صفاتها ومزاياها، السرعة الكبيرة والفائقة في الاستسلام والخيانة، واستيعابها الكبير للذل والإهانة، والخرس تجاه اي اعتداء واستفزاز ومهانة، والقدرة العجيبة على اعتقال كل من يراوده التفكير بشهادة او استشهاد أو اعتراض على اي تنازل عن وطنه أو عن ثيابه وثياب نسوانه. ويطنب في مدح شارون ويمنحه القوة والدعم بكل ما لديه من عزم، يخاطبه بلطف وأدب جم كي لا يثير غضبه وجنونه أو يزل بفلتة من فلتات لسانه. يرحب بالمبادرة العربية، ثم يرفضها، ومن ثم يعدلها على قياس شارون وكيانه. يؤكد لبعض القادة والمسؤولين العرب انه متمسك بإيجاد حل عادل ومقبول. وبكلام معسول يعرب لهم عن حبه للعرب والمسلمين ثم يرتد على عقبيه فيقلب لهم ظهر المجن. يحيط به كورس من بعض وزرائه وأعضاء من الكونغرس وبعض مفكري عصور الظلام وأصحاب شركات النفط ومالكي شركات تصنيع الأسلحة، يضللونه، يقربون له البعيد، ويقصون عنه القريب. يكرهون سورية والسعودية والعراقولبنان وإيران وكوريا الشمالية واليمن وليبيا والسودان بحجج كاذبة ومغلوطة ويلفقون لها التهم التي لا تصدق وفحواها انها تدعم الإرهاب وتوفر له الملجأ والملاذ والأرضية المناسبة لنموه. هؤلاء لا يستحقون المحاورة ولا الصداقة لأنهم: - يعتبرون إرهاب شارون حقاً مشروعاً، ودفاع الشرفاء عن وطنهم ومقدساتهم وأهلهم وشرفهم إرهاباً. - يصمتون على المجازر التي ارتكبت في صبرا وشاتيلا الى العامرية وقانا وجنين وتدمير السفينة ليبرتي، وعلى الأعمال الهمجية من تدمير محطات وخطوط القدرة الكهربائية والجسور. ونقول لهم: - نحب السعودية اسرة ومملكة وقرارها الحر ورفضها اي وصاية لقرارها وسياستها وجهودها الكبيرة في اعمال الخير، وصفحها وتسامحها مع الغير، وجهودها لتعزيز التضامن العربي والإسلامي ودعواتها للحوار ديانات وحضارات. واحترام الغير وعدم التدخل في شؤونه وشجونه، ودورها الكبير في حل النزاعات والخلافات للحفاظ على ارواح الناس والبشر. وموقفها الثابت من اجل تحرير القدس وعروبتها وإحقاق الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني وتحرير الأراضي العربية المحتلة، وحمايتها للحرمين وإقامة المشاريع الكبيرة من اجل تسهيل وتأمين اداء المناسك للمسلمين بسهولة ويسر وحتى بالمجان لمن لا قدرة له. السعودية مملكة في قلب اي انسان من كل جنس ولون ودين لم تبخل بمال عوناً لبلد منكوب، ولا بمساعدة وقرض من دون فوائد لمن اراد تطوير بلاده، وفتحت ابوابها لكل انسان ضاقت به الأرض لكسب قوته وقوت عياله، وحققت الاكتفاء الذاتي لكل مواطنيها فلا تجد منهم متسولاً أو جائعاً أو فقيراً لا يجد قوت يومه. - نحب سورية ومواقفها وسياستها وصمودها وثوابتها ودورها وقيادتها وحزبها وجبهتها الوطنية. - نحب لبنانوفلسطين وأبطالهما ومقاومتهما ضد الطغاة والمجرمين. - العراق نرفض اي عدوان عليه وأي محاولة لتقسيمه. مثلما نحب الكويت واستقلالها. - نحب ايران وثورتها وتوجهاتها وجهودها وإصرارها على الدفاع عن مكاسب ثورتها وإنجازاتها وأفكارها ورفضها المساومة على فلسطين وجيرانها من البلدان التي تقف على حدودها. نحن امة نسالم من يسالمنا ولا نرغب بأن يعادينا احد، نحب الخير للآخرين قبل ان نحبه لنا، سكتت الإدارة الأميركية يوم تعرضت سورية ومصر والسعودية والعراق وإيران والجزائر لخطر الإرهاب، ووقفنا ضد الإرهاب نحاربه قبل ان يتعرض غيرنا لمخاطره، وعندما تعرضت الولاياتالمتحدة الأميركية للإرهاب وقفنا ضد الإرهاب واستنكرناه. موقفنا ضد الإرهاب موقف ثابت نابع من شريعتنا السمحاء وكل الشرائع السماوية وقيمنا العربية والإنسانية الأصيلة. لا نريد لأحد ان يعتدي علينا لأننا سنفدي مقدساتنا وبلادنا وكل قطر عربي بدمائنا. دمشق - برهان ابراهيم كريم