بيروت - "الحياة" - هل يتحول حي "الطوارئ" المكتظ الذي تبلغ مساحته عشرات الأمتار المربعة، في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوبلبنان، إلى "ميني تورا بورا"، ام تجنّب الاتصالات والوساطات المخيم الذي تبلغ مساحته نحو كيلومتر مربع، تجدد الاشتباكات بين حركة "فتح" وقوات منظمة التحرير الفلسطينية الكفاح المسلح وبين "مجموعة الضنية" التي تضم لبنانيين ملاحقين من القضاء اللبناني، بعد ان ادى صدام بين الطرفين فجر امس الى مقتل اثنين وجرح ستة آخرين من الطرفين؟ راجع ص5. فقد تصاعدت الحوادث الأمنية المتكررة في مخيم عين الحلوة امس بين "فتح" وبعض المجموعات الإسلامية الصغيرة وبلغت حد هجوم "مجموعة الضنية" الاصولية التي سميت كذلك نظراً الى ارتباط بعض عناصرها بالمجموعة الإسلامية التي قاتلت الجيش اللبناني في جرود الضنية شمال لبنان في 1/1/2000، بالأسلحة الرشاشة والصاروخية على مقر ل"الكفاح المسلح الفلسطيني" وآخر لحركة "فتح" فجراً، وردت الأخيرة ما ادى الى سقوط قتيل من كلا الطرفين وجرح غيرهما. ودعت "فتح" وقيادة منظمة التحرير في لبنان كل القوى الفلسطينية "وأهلنا داخل المخيم الى الإجماع على اجتثاث هذه الظاهرة الخبيثة من جذورها" وإلى "تسليم هذه الزمرة نفسها لقيادة اللجنة الأمنية في المخيم وإلا سنضطر جميعاً لاستخدام الوسائل كافة لاعتقالها ومحاسبتها ولن نتردد لحظة في استخدام القوة". ووصف بيان صدر عن المنظمة و"فتح" "مجموعة الضنية" بأنها "إحدى ادوات العدو الصهيوني داخل المخيم واستمرار وجودها يشكل خطراً على أهاليه". كما طالب القوى الفلسطينية "برفع الغطاء عنها... والعلماء الأفاضل بتحمل مسؤولياتهم...". وبعدما كان العناصر المنضوون في "مجموعة الضنية" ينتمون الى تنظيمات اسلامية صغيرة في المخيم عادوا فشكلوا مجموعة مستقلة. وتردد ان عددهم قليل جداً اقل من ثلاثين شخصاً من ضمنهم 11 لبنانياً وردت اسماء بعضهم في محاكمة المجموعة التي اعتقلت في شمال لبنان قبل اكثر من سنتين والتي كان قائدها ابو عائشة بسام كنج من الذين قاتلوا في افغانستان الى جانب المجاهدين وأسامة بن لادن ضد الاحتلال السوفياتي آنذاك، ثم سعى الى انشاء تنظيم اسلامي في لبنان يلوذ بالأفكار المتشددة، وقتل اثناء الاشتباك مع الجيش. وفيما صدر بيان وزع على الصحف والوكالات باسم "جماعة النور" تبنى الهجوم على الكفاح المسلح و"الجماعات الفاسقة الأخرى"، فإن مقاتلين من "مجموعة الضنية" تحدثت إليهم "الحياة" هاتفياً نفوا علمهم بالبيان الذي هدد بتحويل "المخيم بل لبنان الى بركة من الدماء"، ودعوا الى مراجعة من اصدر البيان في شأن هذا الأمر متنصلين منه. لكن هؤلاء هاجموا السفير الأميركي في بيروت فنسنت باتل "وبعض الخونة" مؤكدين انهم سيقاتلون حتى النهاية مشبهين صمودهم بصمود مقاتلي "القاعدة" في تورا بورا في افغانستان. وعلى رغم قلة عدد عناصر "مجموعة الضنية"، فإن ممثلي حركة "فتح" في المخيم ابلغوا "الحياة" ان الهجوم الذي تعرضت له الحركة والكفاح المسلح كان يضم عدداً كبيراً، مقدرين ان يكون بعض الفلسطينيين الإسلاميين شاركوا في هذا الهجوم. إلا ان امين سر منظمة التحرير في صيدا، كما قالت مصادر "فتح" تبلغ من مسؤول "عصبة الأنصار" الإسلامية أبو طارق السعدي، شقيق احمد عبدالكريم السعدي ابو محجن المطلوب للقضاء اللبناني، رفع الغطاء عن "مجموعة الضنية". كذلك ابلغت "الحركة الإسلامية المجاهدة" في المخيم التي لها بعض العناصر في مدينة صيدا، قيادة منظمة التحرير عدم تغطيتها "مجموعة الضنية". وعقدت اجتماعات عدة للمنظمات الفلسطينية داخل المخيم، وللتنظيمات اللبنانية في صيدا، اتفق فيها على حسم خيار تسليم عناصر "مجموعة الضنية"، لكن من دون تحديد انذار أو توقيت فسحاً في المجال امام الاتصالات والجهود لمعالجة الأمر بالتفاوض لعله ينجح، خصوصاً ان "الحركة الإسلامية المجاهدة" قادرة على التحرك بين المجموعات الإسلامية الأخرى وبين قيادة منظمة التحرير، فضلاً عن جهات اخرى مثل الشيخ ماهر حمود الذي نجح في تسلم المعتدي على عناصر الجيش اللبناني في صيدا الشهر الماضي "أبو عبيدة" وتسليمه الى السلطات اللبنانية. وهو ما تسبب بانضمام مقاتلين اسلاميين الى مجموعة الضنية احتجاجاً. كما عقد اجتماع آخر مساء للجان الشعبية والهيئات المدنية في المخيم تم التداول خلاله في الوضع. وطرحت فكرة انشاء لجنة تحقيق بالحادث الذي حصل تكشف عن الجاني وترفع الغطاء عنه، على ان تجتمع في مكان محايد. وخلقت الأجواء المحمومة التي بلغت ذروتها امس في المخيم اجواء قلق وخوف وسط سكانه فشهدت الأحياء القريبة من حي "الطوارئ" حيث يتحصن عناصر "مجموعة الضنية"، حركة نزوح الى احياء اكثر اماناً، تحسباً لتجدد الصدامات سريعاً. كما خرج بعض العائلات الى خارجه ثم ما لبثت ان عادت. وانعكس ذلك جموداً في الحركة فيما انتشر المسلحون من كل صوب وسط انكفاء النسوة والأولاد الى داخل البيوت. وأكد وزير الدفاع اللبناني خليل الهراوي ان دخول الجيش اللبناني الى المخيمات غير مطروح معتبراً ما يجري بأنه خلافات داخلية بين الفلسطينيين...