شهدت منطقة البقاع الأوسط جريمة مزدوجة كادت تتسبب بردود فعل على خلفية طائفية لولا تدارك الجيش اللبناني الأمر وتطويق مناطق الاحتكاك فوراً. وكان شاب يستقل سيارة من نوع جيب رباعية الدفع ومعه آخرون، أقدم صباح أمس، على إطلاق النار من مسدس حربي على كل من طلال حميد العوض (مواليد قب الياس) وخليل القطان (مواليد بوارج) ما أدى الى مقتلهما على الفور. ويملك العوض فاناً لبيع القهوة على الطريق الدولية عند مفرق سوق الخضر في قب الياس. وحصل تلاسن، وفق معلومات اولية، بين السائق وعامل يساعد العوض في اعداد القهوة، وتدخل العوض فحصل تلاسن بينه وبين السائق، وكان القطان موجوداً في المكان كونه اعتاد على طلب القهوة من الفان يومياً قبل توجهه الى عمله، فتدخل بدوره لفض الخلاف بين الشخصين إلا أن السائق أطلق النار عليه بعدما أطلق النار على العوض وفر الى زحلة. ولدى انتشار خبر الجريمة ومعرفة القاتل الذي تبين انه مارك يمين من سكان قب الياس، حاول بعض الأهالي الغاضبين التوجه الى منزله وحصلت حال من التوتر إلا أن قوة من الجيش اللبناني المنتشرة في البلدة سارعت الى تطويق المنزل ووضعت شريطاً شائكاً حوله، فيما تسارعت الاتصالات لتطويق تداعيات الجريمة. ولاحقاً سلم القاتل نفسه الى مديرية أمن الدولة في زحلة. وذكرت الوكالة «الوطنية للاعلام» ان وزير العدل سليم جريصاتي عمل على تسليم منفذ الجريمة. اجتماع قيادي في عين الحلوة لمعالجة الخروق عقدت القيادة السياسية للفصائل والقوى الفلسطينية في منطقة صيدا لقاء طارئاً أمس، في مقر «الحركة الإسلامية المجاهدة» في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، لمتابعة الخروق التي تحصل في منطقة الاشتباك الأخير، لا سيما في حي الصحون في المخيم. وطالبت بتعزيز عديد القوة الأمنية المشتركة في حي الطيرة، وسحب المسلحين من الأبنية والبيوت لإعادة الحياة إلى طبيعتها وعودة السكان الى منازلهم. وتابعت القيادة الخروق التي تحصل للعمل على علاجها في شكل مستمر. الا أن امين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة أكد لاحقاً «ان اللقاء كان تشاورياً و«فتح» لا تتبنى أي بيان صادر عنه، وهي لم تحضره وتم تأجيله الى اليوم الثلثاء بسبب انشغال قيادة «فتح» في احياء فاعليات يوم الاسير الفلسطيني. وكان مسؤول العلاقات العامة وملف المخيمات في «حزب الله» في المنطقة الأولى خليل حسين يرافقه أبو وائل زلزلي، زارا عضو القيادة السياسية في حركة «حماس» في لبنان جهاد طه في مخيم البص. وأكد حسين أن «أمن المخيمات واستقرارها لا سيما في لبنان عنصر قوة للمجتمع المقاوم، لأن المخيمات جزء أساسي من القضية الفلسطينية ومشروع المقاومة»، معتبراً أن «كل من يغرد خارج سرب القضية الفلسطينية هو خادم للمشروع الاستكباري». واعتبر طه أن «القضية الفلسطينية تمر بمرحلة حساسة جداً تتطلب من الجميع الالتفاف حولها والخيار المقاوم هو الوحيد لتحرير فلسطين». وقال: «حماس تعتبر أي اتفاق لبناني - لبناني مصدر قوة للقضية الفلسطينية والمخيمات، لان تعزيز حال العيش المشترك في لبنان تعطي قوة للشعب الفلسطيني، لا سيما أن المجتمع الفلسطيني ومن بينه مجتمع المخيمات في لبنان هو مجتمع مقاوم وداعم لمفهوم الوحدة الإسلامية الضرورية لتحرير فلسطين».