الناصرة - "الحياة" لم ينجح وزير العلوم الاسرائيلي ماتان فلنائي في التغلب على تلعثمه وهو يرد على سؤال محاور اذاعة الجيش ان كان ممكناً اعتبار الحكومة التي تقود الدولة العبرية "حكومة رصينة وجدية" على خلفية الهجوم الحاقد الذي شنه رئيس الحكومة آرييل شارون على السلطة الفلسطينية ونعتها فيه ب"زمرة من القتلة والفاسدين والارهابيين"، في الوقت الذي يجري الحديث عن تحقيق اختراق في الجمود السياسي عبر خطة "غزة اولاً" التي طرحها القطب الآخر في الحكومة وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر على الفلسطينيين واعلان السلطة الفلسطينية قبولها. وقال الوزير متهرباً من التعقيب على تصريحات رئيس حكومته ان بن اليعيزر سيواصل مسعاه لتطبيق مخططه "لقناعتنا بأنه لا يمكن حسم المواجهات بالقوة العسكرية". وزاد انه يدرك ان المسؤولين الفلسطينيين الذين التقوا نظراءهم الاسرائيليين "هم من رجالات عرفات"، مضيفاً ان سر قوة الرئيس الفلسطيني كامنة في "حقيقة انه من غير الممكن التعامل معه ومن غير الممكن من دونه". لكن تسريبات من مكتب بن اليعيزر دللت على تراجعه عن الاقتراحات التي قدمها للفلسطينيين وادعت هذه التسريبات ان وزير الدفاع اضحى يشكك في امكان تطبيق خطته، وذلك بعد اقل من 24 ساعة على تسريبات معاكسة افادت ان اجواء تفاؤل تسود المعسكر الاسرائيلي بإمكان تحقيق تقدم في اللقاءات الامنية. وبحسب قريبين من الوزير فانه يشكك ايضاً في مقدرة الفلسطينيين "على احباط عمليات ارهابية" وان ثمة حاجة الى وقت طويل ليتغير سلوك السلطة الفلسطينية. وتزامن هذا التراجع مع الهجوم المنفلت لشارون على السلطة، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة مفضوحة لنسف امكان استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، فضلاً عن سعيه الى استعادة ثقة الاسرائيليين به التي تراجعت بشكل ملحوظ في الاسابيع الاخيرة في اعقاب تزايد العمليات الفلسطينية وعجزه عن تحقيق وعوده بجلب الامن والسلام، وهو عجز تمثل في سيل غير مسبوق من المقالات لابرز الاقلام الاسرائيلية انتقدت بشدة سياسته الفاشلة في النواحي الامنية والاقتصادية والاجتماعية، وتنبأت بسقوطه قبل انتهاء ولايته القانونية. وكان شارون قال في كلمة القاها امام مجلس الامن القومي ليل الخميس - الجمعة ان يد اسرائيل ممدودة للسلام "لكن عصابة القتل والارهاب والفساد في السلطة الفلسطينية تحول دون تحقيقه". وتابع انه لا يمكن احراز اي تقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين طالما لم تتحقق الاصلاحات داخل السلطة الفلسطينية واعادة هيكلة اجهزتها الامنية "الضالعة جميعها في الارهاب". وحرض الشعب الفلسطيني على التمرد ضد قيادته "واجتثاث عصابة القتل هذه من مواقعها السياسية". كما حض الاسرائيليين على عدم الاستسلام لمشاعر اليأس معترفاً في الوقت نفسه بعدم توافر "حل سحري" لما وصفه ب"الارهاب" من شأنه ان يغير الواقع دفعة واحدة "كما لن يشكل السياج الامني الذي نبنيه حلاً سحرياً". استطلاع: تدهور شعبية شارون في غضون ذلك افادت نتائج استطلاع للرأي نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" امس ان 60 في المئة من الاسرائيليين يرون ان حكومة شارون فشلت وليست قادرة على "القضاء على الارهاب" وان 67 في المئة يتوقعون ارتفاع وتيرة العمليات الانتحارية. وابدى 77 في المئة قلقهم من احتمال تعرضهم لهجوم فلسطيني ورأى 33 في المئة ان الجانب الفلسطيني هو المنتصر في الصراع الدائر مقابل 30 في المئة اعتبروا الجانب الاسرائيلي منتصراً. واظهر الاستطلاع تراجع شعبية شارون بتسع نقاط مئوية خلال الايام ال30 الاخيرة. وقال 55 في المئة ان شارون لا يملك اي مشروع سياسي فيما عبر 53 في المئة عن مخاوفهم من استمرار الاوضاع الامنية الحالية لعامين آخرين وربما اكثر. واعتبر المعلق سيفر بلوتسكر النتائج الواردة بداية تغيير في الرأي العام "الذي قرر الكفّ عن الدعم الاعمى لشارون واخذ يطرح التساؤلات". وقال ان وضع شارون اشبه بوضع البورصة فاذا واصلت مؤشرات الاسهم في الهبوط وتواصل عدم استقرار السوق فسيحدث انهيار "انهيار سيكون الخروج منه صعباً ولن ينتعش بعده لا السوق ولا شارون". خطة امنية اميركية جديدة الى ذلك، كشفت صحيفة "هآرتس" في عنوانها الرئيسي امس ان وكالة الاستخبارات الاميركية سي آي ايه اعدت اخيراً خطة جديدة لاصلاحات امنية على السلطة الفلسطينية تقضي اساساً بادخال تغييرات جذرية على هيكلية اجهزة الامن الفلسطينية واسلوب عملها. وزادت ان مبعوثين عن الوكالة زاروا تل ابيب ورام الله قبل ايام واجتمعوا مع قادة امنيين في السلطة الفلسطينية والاجهزة الاسرائيلية وانهم تجنبوا لقاء الرئيس الفلسطيني. وبحسب الصحيفة، فان الادارة الاميركية تجري حالياً سلسلة مشاورات مع كل من مصر والاردن والمملكة العربية السعودية للبحث في سبل تطبيق الخطة الجديدة.