بغداد - أ ف ب - يبدو ان انتشار استخدام الشيشة او الاركيلة كما يسميها العراقيون في المقاهي والمطاعم العراقية من فئة كبيرة من العراقيين، وفي طليعتهم الشباب، دفع المسؤولين في وزارة الصحة الى التحرك لمحاربتها وابراز اخطارها. ومع أن كلفة تدخين الاركيلة مرتفعة، قياساً إلى الوضع الاقتصادي الصعب في العراق، إذ تصل إلى ثلاثة آلاف دينار نحو 6،1 دولار، فإن فئة كبيرة من الشباب تقدم على تدخينها. واعتبر وزير الصحة اوميد مدحت مبارك ان "الاركيلة من المظاهر السلبية المضرة بصحة الفرد، وهي مصدر من مصادر نقل الامراض. فإضافة الى التبغ الذي يسبب مشكلات صحية، تحتوي على مطيبات مجهولة المصدر وغير خاضعة لشروط الرقابة الصحية". وأكد مبارك أن "جميع الجهات المهنية والاعلامية مدعوة لإظهار مضار التدخين في شكل عام، ومضار الاركيلة في شكل خاص، والتعامل معها على اساس انها سلوك اجتماعي غير صحي". وجاء هذا التحرك اثر افتتاح عدد من المقاهي العصرية، خلال السنتين الماضيتين، لتقديم الاركيلة مع تشكيلة واسعة من التبوغ المعروفة باسم "المعسل" المطيب بطعم الفواكه المختلفة، ورائحتها. وأقر مدير شعبة الامراض غير الانتقالية في وزارة الصحة، الطبيب اياد نوري بخطورة انتشار هذه المقاهي. وقال في تصريح صحافي إن "هذه الظاهرة استشرت في دول عربية مجاورة، وبدأت تغزو مقاهينا، وحتى بعض المطاعم والنوادي". وبيّن المسؤول ان وزارة الصحة لا تملك صلاحية لمنعها، قائلاً: "نأمل أن تتخذ الجهات المعنية الاجراءات الكفيلة بالحد من هذه الظاهرة". وأكّد مصدر في وزارة الصحة، بحسب مجلة "ألف باء" الاسبوعية، أن "تدخين اركيلة واحدة يعادل 60 سيجارة". ومن جانبه اعتبر الاختصاصي في علم الامراض الطبيب غيث جاسم ان الاركيلة "من اخطر انواع التدخين، إذ تصيب اللثة والفم واللسان اكثر من بقية اعضاء الجسم. وتعرّض للاصابة بأمراض الكبد الفيروسي، وأمراض اللثة والسرطان". والى جانب المقاهي، انتشرت تجارة بيع الاركيلة المستوردة من الدول المجاورة، وهي اجمالاً مزركشة ومزينة بالألوان البراقة، لاستخدامها في المنازل من عشاق التدخين. ويتراوح ثمن الاركيلة، بحسب نوعها وحجمها، بين 25 الف دينار 14 دولاراً ومئة الف دينار 55 دولاراً وأكثر. ويشتري المدخنون التبغ المعسل بحدود الف دينار اقل من نصف دولار للعلبة الواحدة، وهي تكفي لاربع مرات، وعلبة الفحم الاصطناعي بالف دينار للعلبة الواحدة.