من المؤسف أن ظاهرة التدخين في بلادنا اصبحت تزداد يوماً بعد آخر واصبحت مصدر قلق للمسؤولين في وزارة الصحة نيتجة الاعداد المتزايدة من المرضى بسبب التدخين وخاصة فيما يتعلق بالأمراض الخطيرة المترتبة على هذه الظاهرة السيئة والخطيرة. وخسائر مادية قدرت بملياري ريال وهو مبلغ ضخم وكبير جدا يدل على عدم وجود وعي صحي بين غالبية المجتمع وعدم الاهتمام بالصحة العامة للمواطن على عكس ما يحدث في الدول المتقدمة من اهتمام كبير بصحة الانسان وعدم إلقاء النفس في التهلكة والابتعاد قدر الامكان عما يضر الصحة العامة. ويحز في النفس أن ظاهرة التدخين انتشرت في مجتمعنا بسرعة مذهلة كانتشار النار في الهشيم في معظم المدن والقرى والمحافظات الصغيرة وانتشرت بين الشباب والشابات واصبح منظر المقاهي ممتلئا عن بكرة أبيه هذه المقاهي التي نشاهدها وقد انتشرت في داخل المدن وخارجها وعلى الخطوط السريعة مما ساهم في كثرة تعاطي هؤلاء فرصة اكبر في تعاطي هذه السموم المميتة والتي قد تكون سببا في تقصير عمر الانسان وهرمه قبل اوانه وقد يكون طريقاً لإدمان المخدرات والعياذ بالله. وللأسف الشديد أن ظاهرة التدخين لم تقتصر على الدخان بأنواعه وانما تجاوزتها الى مايسمى بالجراك وبالمعسل واشياء أخرى لايعلمها إلا الله. ومما يلاحظ أن الدول المتقدمة في امريكا واوروبا واليابان لجأت الى محاربة هذه الظاهرة بجميع الطرق والوسائل بمنع التدخين في الأماكن العامة سواء كان ذلك في المدارس أو الاجهزة الحكومية او في المطارات والقيام بحملات اعلامية توضح مضار التدخين من خلال وسائل الاعلام المختلفة ومنع الدعاية لجميع انواع التدخين والسماح بمقاضاة شركات التبغ من قبل المتضررين لمدمني التدخين والحصول من هذه الشركات على تعويضات خيالية وكبيرة يمكن من خلالها استغلال جزء من هذه المبالغ في معالجة الامراض الخطيرة التي تنشأ من هذا الادمان لهذه السموم المميتة وكذلك في اجراء البحوث والدراسات الطبية في كيفية معالجة هذا الادمان المضر بالصحة وهو ما تعودنا عليه من شركات التبغ التي دائما ما تكتب على علب التدخين بأن التدخين مضر بالصحة ننصحك بالامتناع عنه في الوقت الذي تقوم بالترويج له وتدفع مبالغ خيالية ومن المؤسف أن معظم الاجراءات الخاصة لمحاربة التدخين لاتطبق بحذافيرها. ومن المؤسف أن وزارة الصحة اصدرت دراسة حديثة أوضحت فيه بأن عدد النساء المدخنات بالمملكة قد بلغ مليون امراة وهو عدد كبير ينذر بالخطرر خاصة ان الكثير منهن في سن المراهقة وسيؤثر ذلك في حياتهن مستقبلا عند الحمل والولادة كما ان ذلك سيكون سببا ضعفهن صحياً وذهنياً وجسدياً فالعقل السليم في الجسم السليم فمنظر الفتاة المراهقة أو المرأة البالغة وهي تمسك بلي الشيشة أو لي المعسل هو منظر مقزز وسيىء جدا ينم عن استهتارهن وعدم مبالاتهن بالآخرين. ومن هنا فنحن مطالبون بضرورة حمياة شبابنا وشاباتنا من الوقوع في براثن التدخين من خلال القيام بحملات توعوية شاملة من قبل وزارة الصحة بتطبيق برنامج الوقاية خير من العلاج وتوضح مضار التدخين على الفرد والمجتمع وما يحققه من خسارة اقتصادية على الفرد والمجتمع وذلك من خلال المدارس والمساجد ومن خلال وسائل الاعلام بجميع قنواتها وعلى اولياء الامور مسؤولية عظيمة في محاربة هذا الداء اللعين الذي قتل الكثير منهم وأضاع أكثر إلى طريق الإدمان والعياذ بالله وذلك بمراقبة الأبناء وعدم ترك الحبل لهم على الغارب ..