بيروت - "الجياة" - نوه الرئىس اللبناني اميل لحود بوقوف الرئىس الفرنسي جاك شيراك والدعم دائماً الى جانب لبنان مشدداً على ان العلاقات اللبنانية - الفرنسية ستشهد مزيداً من التقدم والنجاح وذلك خلال لقائه أمس وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان الذي دعا الى ضبط النفس في جنوبلبنان تجنباً لمأساة. ويزور دوفيلبان لبنان في جولة تشمل سروية والاردن ويرافقه مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية ايف اوبان دولا ميسوزيير ومساعده اندريه باران والسفير الفرنسي في لبنان فيليب لوكورتييه والناطق الاعلامي في الخارجية فرنسوا ويفلو. وعرض لحود موقف لبنان من التطورات الاقليمية والدولية وشدد على وجوب عقد المؤتمر الدولي للبحث في قضية الشرق الاوسط بأسرع وقت ممكن لأن استمرار الحال كما هي عليه سيؤدي الى تعقيدات، مؤكداً ان العنف ليس السبيل لحل النزاع العربي - الاسرائىلي، بل تطبيق القرارات الدولية لأنه اذا ما تم القبول بمبدأ تغيير هذه القرارات تحت تأثير 11 ايلول سبتمبر الماضي ستدخل المنطقة في نفق لا يمكن الخروج منه بسهولة. واعتبر لحود ان الافكار التي طرحها الرئىس الاميركي جورج بوش تتضمن رؤية مستقبلية. وأبلغ رئىس الجمهورية دوفيلبان موقف لبنان الرافض توطين الفلسطينيين على ارضه والتزام الدول العربية هذا الامر من خلال اضافة البند الخاص برفض التوطين على نص المبادرة العربية للسلام. وتطرق البحث ايضاً الى الوضع الاقتصادي والجهود المبذولة لتحسينه والخطوات التي تتخذ على الصعيد الاداري. كما تناول البحث الاستقرار الأمني الذي يعيشه لبنان ما مكنه من ان يكون ملتقى لمؤتمرات عربية ودولية. وكان دوفيلبان استهل اللقاء بنقل رسالة شفوية من الرئىس شيراك الى الرئيس لحود اكد فيها التزام بلاده مساعدة لبنان وتعزيز التعاون. وقال بيان اعلامي للرئاسة اللبنانية ان دوفيلبان أكد تمسك فرنسا باستقلال لبنان وسيادته وسلامة اراضيه وحرصها على تمكينه من لعب دوره الاقليمي والدولي في اجواء من الاستقرار والامن. وقال: "بحثنا ايضاً الوضع العام في لبنان والوضع في الجنوب ضمن جولة افق تميزت بروح من الصداقة". وأبلغ دوفيلبان لحود استعداد فرنسا لمساعدة لبنان في التحضير للقمة الفرنكوفونية، مشيراً الى "ان المشاركة فيها ستكون واسعة وعلى مستويات رفيعة". وأعرب عن رغبة فرنسا في المساهمة في عملية النهوض الاقتصادي، مشيراً في هذا المجال الى الرعاية التي يوليها الرئىس شيراك لتحريك لقاء يجمع اصدقاء لبنان للبحث في سبيل مساعدته، كما ابدى رغبة المؤسسات والشركات الفرنسية في المساهمة في المشاريع الانمائية والاعمارية التي تساعد على انعاش الوضع الاقتصادي، مسجلاً ارتياحه لتولي شركة فرنسية بناء سد مائي في لبنان ما يؤكد على استمرار علاقات التعاون. والتقى الوزير الفرنسي رئىس الحكومة رفيق الحريري في حضور وزير الخارجية محمود حمود. ثم اجتمع الى رئىس المجلس النيابي نبيه بري ولبى مساء دعوة الحريري الى مأدبة عشاء بعد ان اختتم محادثاته بلقاء مع نظيره اللبناني. وتحدث دوفيلبان في وزارة الخارجية عن اللقاءات التي عقدها في بيروت فأعرب عن دعم الاصلاحات التي تقوم بها الحكومة اللبنانية وعملية التحديث مشيداً بالعلاقات الثقافية بين البلدين. وأوضح انه اثار مع المسؤولين اللبنانيين التدهور المقلق في الوضع الاقليمي معتبراً ان العودة الى العملية السياسية باتت ملحة "ونحن نتشارك القناعة بأن الحل السياسي وحده هو الذي يقود الى حل عادل وشامل قائم على احترام حقوق كل فريق يسمح بالوصول الى سلام شامل". وأضاف: "هناك الآن جهود واسعة متضافرة لمكافحة الارهاب ولوقف الاستيطان وانهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، الى جانب اسرائىل". ورداً على سؤال قال دوفيلبان: "لا بد لكل فريق من ان يمارس ضبط النفس لا سيما في جنوبلبنان وعلى الخط الازرق، وأثرت ذلك مع المسؤولين اللبنانيين ولا مصلحة لأحد في جر المنطقة الى مأساة على الصعيد الانساني والسياسي والاقتصادي". وسئل عما اذا كان "حزب الله" سيوضع على لائحة الارهاب فقال: "لست هنا من أجل منح العلامات الجيدة او السيئة، فنحن نتوقع من جميع الاطراف ضبط النفس، اما بالنسبة الى الاتحاد الاوروبي في شأن إدخال "حزب الله" على لائحة الارهاب فهذا قرار جماعي وسرّي والمسألة ما زالت قيد البحث". وكرر دوفيلبان "ان الحل الافضل في المنطقة للخروج من العنف هو فكرة المؤتمر الدولي على ان يشمل كل المسارات السوري واللبناني على اساس القرارين 242 و338 ومبادئ مدريد، وفرنسا وأوروبا تتحملان كل مسؤولياتهما للتقدم من اجل هذا الهدف". وأوضح "ان المؤتمر ينبغي ان يعد له بعناية مطالباً بجدول زمني دقيق وتحديد الهدف"، واعتبر "ان النقاش في العلاقات بين لبنان وسورية مشروع وينبغي ان تؤخذ في الاعتبار الظروف الاقليمية". اما حمود فأشار الى "ان البحث تناول مختلف الامور المتعلقة بالشرق الاوسط وخطاب الرئىس بوش وبالآفاق المتوقعة والمرتقبة لقضايا هذه المنطقة وكانت المحادثات بناءة، ونحن نعلق اهمية كبرى ونشدد على صداقة فرنسا ودعمها المستمر للبنان وهذا ما يجعلنا نطمئن الى مختلف الامور في الشؤون السياسية والاقتصادية". لحود وعمران دعا الرئيس اللبناني اميل لحود الى "عمل اعلامي عربي مشترك يحقق حضوراً للقضايا العربية العادلة والمحقة في دول العالم والمحافل الدولية لمواجهة الحملات الاعلامية المضللة التي تنفذها الصهيونية العالمية بواسطة وسائل اعلام تسيطر عليها". وقال خلال لقائه وزير الاعلام السوري عدنان عمران في حضور وزير الاعلام اللبناني غازي العريضي، ان "التحرك الاعلامي العربي لا يزال محدوداً في الرأي العام العربي والدولي وفي مواقع القرار، ما يستوجب وضع استراتيجية قابلة للتنفيذ وتوفير الامكانات المادية اللازمة لها، لأن حرب الكلمة والصورة تكون أحياناً أقوى من حرب الطائرة والدبابة والمدفع".