ما بقي في ذاكرتي من غسان كنفاني أمران: حس ناجع بمأساة شعبه والرغبة المستمرة في قهر هذه الفاجعة حتى لو كان الثمن هو تضحية بالحياة نفسها. يبقى في ذاكرتي همّه المحرق بقضايا شعبه بحيث يترجم هذا الهم عن نفسه بعبارات قد تبدو مباشرة أو حارة أو ساخنة أو تتنافى مع ما يفترض في الفن من رهانة وايحاءات كامنة، لكنها حتى في هذه الصيغة المباشرة تتميز بقدر من التيه يسمح لنا في النهاية أن نعتبره قاصاً كبيراً وروائياً بارزاً ترك علامة واضحة في مسيرة الإبداع العربي، وبقي رمزاً من الرموز الساطعة لهذا الإبداع.