طالب رئيس الحكومة الانتقالية الافغانية حميد كارزاي الولاياتالمتحدة بالتنسيق مع حكومته قبل القيام بأي قصف جوي، معتبرًا أن الحملة على "طالبان" والارهاب يجب ألا تشكل سببًا لمضايقة الناس. كذلك هدد حاكم إقليم أوروزجان بإعلان "الجهاد" ضد الولاياتالمتحدة إذا واصلت الضربات الجوية العشوائية، مطالبًا الاميركيين بتسليم "الجواسيس الذين نقلوا معلومات خاطئة" الى الطائرات الاميركية، ما تسبب في قصف عرس ومقتل 40 مدنيًا. كابول، بغرام - أ ب، رويترز، أ ف ب - حض رئيس الحكومة الانتقالية الافغانية حميد كارزاي الولاياتالمتحدة على التنسيق بشكل أكبر مع حكومته في ما يختص بعمليتها العسكرية في أفغانستان، بعدما قتلت القنابل الاميركية 46 مدنيًا خلال حفلة عرس الاثنين الماضي . وقال كارزاي أول من أمس، إن الحجة التي تدافع بها الولاياتالمتحدة وهي أنها أسقطت القنابل على إحدى قرى مقاطعة ديراوود في ولاية أوروزجان بعد أن تعرضت لنيران معادية، هي حجة غير مقبولة. وأضاف في تصريحات للصحافيين: "يجب ألا تصبح الحملة على طالبان والارهاب سببًا لمضايقة الناس". وأوضح كارزاي أن غالبية الضحايا كانوا مدنيين قاتلوا حركة "طالبان" وأتباع أسامة بن لادن. وقال كارزاي إنه سيتوجه على نحو عاجل الى أوروزجان لزيارة الاسر المنكوبة هناك. ودعا الولاياتالمتحدة الى عدم تنفيذ عمليات عسكرية اعتمادًًا على معلومات استخبارية فقط. وفي الوقت نفسه، طلب حاكم ولاية أوروزجان جان محمد خان من القوات الاميركية العاملة في أفغانستان أمس، تسليم الواشين الذين قالوا إن زعماء "القاعدة" و"طالبان" مختبئون في هذه الولاية. وحذر خان من قيام السكان ب"الجهاد" ضد الولاياتالمتحدة إذا استمرت الضربات العشوائية، خصوصًا أنها المرة الثالثة التي تقصف هذه المنطقة من طريق الخطأ. وقال: ""نطالب الولاياتالمتحدة بتسليم الجواسيس الذين أعطوها معلومات خاطئة، فهم يسيئون الى صورة الاميركيين". وأضاف: "إذا لم يكف الاميركيون عن قتل المدنيين سيبدأ الجهاد ضدهم من هذه المنطقة". وندد خان بالقصف الذي اعتبره "استهدافًا مقصودًا للمدنيين"، مشيرًا الى أن "من غير العادل قصف حفلة عرس، وأبناء المنطقة مستاؤون". الى ذلك، سعت بعثة تحقيق زارت قرية كاكاراك حيث وقع الحادث الى اقناع السلطات المحلية بالسماح لها برؤية جثث القتلى التي دفنت. وقال الناطق العسكري الاميركي في أفغانستان الليوتنانت كولونيل روجر كينغ للصحافيين في قاعدة بغرام الجوية، إنه كان من المقرر أن يعود أعضاء اللجنة الى كابول مساء أمس، إلا أن عاصفة رملية منعت طائرتهم من الاقلاع من قندهار فأجلوا سفرهم الى اليوم السبت. وأضاف: "نحن في مرحلة المفاوضات حاليًا"، مشيرًا الى "الخلافات الثقافية" في ما يتعلق بنبش الجثث. وكان المحققون وهم خمسة جنود أميركيين وسبعة مسؤولين أفغان، وصلوا الاربعاء الماضي الى كاكراك. وزار المحققون مستشفى في منطقة دهرواد أكد الاطباء العاملون فيها أنهم استقبلوا 96 جريحًا توفي ثلاثة منهم. ومن دون أن ينفي الرواية التي تدافع عنها الحكومة الافغانية، أبقى كينغ على روايته للوقائع ورفض أن يحمل أي جهة المسؤولية قبل الاطلاع على نتائج مهمة بعثة التحقيق. وقال إن "طائرات سي 130 قصفت ستة مواقع، والموقع الذي كانت تستهدفه ليس في القرية التي لم تكن بحد ذاتها هدفًا لخطة مسبقة". لكنه أضاف أنه "إذا تعرضت الطائرات لاطلاق نار من القرية فإن موقع إطلاق النار سيصبح هدفًا". وأكد سكان في القرية أن إطلاق العيارات النارية تعبيرًا عن الفرح جرى قبل خمس ساعات من القصف. وقال أشخاص جرحوا في القصف الاميركي إن القتلى في هذا الهجوم ما زالوا تحت الانقاض.