أريحا الضفة الغربية - أف ب - يقبع حوالى الفي فلسطيني من الاطفال والرضع والشيوخ والنساء داخل استراحة بلدية اريحا بانتظار دورهم للدخول الى الاردن التي حددت عدد المسافرين اليها يوميا بمئة وخمسين فلسطينياً. ولا يفي هذا العدد بالغرض، اذ يتوافد الفلسطينيون لزيارة اقربائهم مع بدء العطلة الصيفية او للذهاب للعلاج بعدما منعت اسرائيل تحويل المرضى الفلسطينيين الى مستشفياتها او للسفر عبر مطار اللد. عائلات بأكملها تحاول ان تقي نفسها قيظ الحر والهروب من اشعة الشمس الحارقة بالجلوس تحت الاشجار خلال النهار وافتراش الارض، ويفاجأ الفلسطينيون الذين ينتهزون فرصة رفع حظر التجول عن قراهم او مدنهم للذهاب الى الاردن بوجود طوابير المسافرين الذين سبقوهم في حال مزرية وبانتظار دورهم للعبور. وتنظم شرطة استراحة بلدية اريحا عملية ذهاب المسافرين وتعطيهم رقماً متسلسلاً لتاريخ مغادرتهم. وتقول عائشة ابو مرزوق 50 عاما وهي تجلس على الارض انها في الاستراحة: "منذ اسبوع وحفلة زواج ابنتي غداً"، مشيرة الى الشابة. وتضيف: "لقد تقطعت بنا السبل فلا نستطيع العودة الى بلدنا بسبب منع التجول ولا نستطيع ان نغادر، ناهيك عن موعد الزواج". اما سامر عبدالكريم حسين 25 عاما من قضاء قلقيلية فقال انه "هنا منذ اربعة ايام والعاملون في الاستراحة حددوا موعد سفري في 21 تموز يوليو"، واوضح ان "الوصول الى هنا كلفني اكثر من 150 دولاراً اميركياً بسبب الطرق المختلفة التي سلكها السائقون". وتابع: "ماذا يمكنني ان افعل؟ لا استطيع العودة ادراجي ولا استطيع المكوث هنا اسبوعا ولا استطيع ان ادفع تكاليف فندق في اريحا". الى ذلك، اعلنت السلطات الاردنية في بداية الشهر الجاري اتخاذ اجراءات لتخفيف القيود على دخول الفلسطينيين. وكانت هذه القيود فرضت بعيد الاجتياح الاسرائيلي للضفة الغربية في نهاية آذار مارس الماضي وجعلت دخول الفلسطينيين مقصوراً عملياً على الحالات الانسانية. وعبر وزير الشؤون المدنية الفلسطينية جميل الطريفي الذي التقى رئيس الوزراء الاردني علي ابو الراغب في عمان عن "الشكر" للسلطات الاردنية لاقرارها هذه "التسهيلات" التي لم تحدد الحكومة الاردنية طبيعتها. غير ان مصادر اردنية مسؤولة عند جسر الملك حسين اللنبي الذي يربط بين الاردنوالضفة الغربية اوضحت ان سكان الضفة الغربية الذين يحملون جواز سفر اردني موقت لمدة عامين او اربعة اصبح بامكانهم بدءا من الاسبوع الماضي الحصول على اذن دخول لمدة شهر واحد من على الجسر. وكان الأمر يتطلب في الاشهر الماضية الحصول على هذا الاذن مسبقا وهو ما كان يستغرق وقتا اطول. من جهته، أكد السفير الفلسطيني في عمان عمر الخطيب في تصريح مقتضب ان وزير الداخلية الاردني قفطان المجالي قام أخيراً بزيارة جسر الملك حسين حيث "اتخذ الاجراءات اللازمة" لتسهيل دخول الفلسطينيين الى الاردن. ويأتي قرار عمان بتسهيل دخول الفلسطينيين الى الضفة الغربية فى وقت فضل فيه قسم كبير من الفلسطيينيين الذي يعملون في الخارج عدم قضاء اجازات الصيف في الضفة الغربية تفادياً للقيود الاسرائيلية المتعددة ولقاء اقاربهم في الاردن.