القاهرة - "الحياة" - عارض رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية السيد فاروق القدومي اجراء انتخابات داخل الاراضي الفلسطينية في ظل الاحتلال الاسرائيلي، ودعا الى الانسحاب أولا، وقال ان الرئيس الاميركي جورج بوش وعد بذلك خلال محادثاته مع ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وقال قدومي عقب وصوله الى مطار القاهرة فجر امس في طريقة الى جوهانسبرغ لحضور مؤتمر القمة الافريقية الذي يعقد هناك الاثنين المقبل إن اقامة الدولة الفلسطينية أمر مهم وضروري من أجل التفاوض مع اسرائيل وانسحابها من 90 في المئة من الاراضي الفلسطينية باستثناء المستوطنات والقدس. وأضاف قدومي أن بيان بوش "لا يعبر عن حقيقة الازمة التي تمر بها منطقة الشرق الاوسط ولذلك جاء مخيباً للآمال خصوصاً بعد الزيارات التي قام بها الزعماء العرب لاميركا والحديث الذي جرى في سبيل انعاش المسيرة السلمية بعد ان تجاوز رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون الحدود من خلال الاعمال الارهابية والمجازر الشرسة التي ارتكبها ضد الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة". وأشار قدومي الى أن المبادرة العربية التي وافقت عليها القمة العربية في بيروت أخيراً "خرجت بشروط ميسرة بالنسبة لإسرائيل لم تحلم بها رغبة في السلام ويبدو أن بوش وشارون فسرا هذه الرغبة في السلام على أنها موقف ضعيف". وزاد ان الرئيس الاميركي "قدم تعبيرات مفككة ومبعثرة في بيانه لا يمكن أن تؤدي الى مشروع سلام ولا تساعد على تقدم مسيرة السلام لأن البيان فقد الآلية الواضحة التي لا بد من الاعتماد عليها لربط هذه الافكار"، مشيراً الى أن البيان "ركز على مصالح اسرائيل وتجاهل مصالح الشعب الفلسطيني بل زاد عن حده في توجيه تهديدات غير مبررة لدول عربية مثل سورية ولبنان واخرى اسلامية مثل ايران وكأنه يضع هذه الدول في مصاف طالبان في أفغانستان وهذا يعني ان احداث أيلول سبتمبر خلقت عقدة نفسية لدى الادارة الاميركية". وطالب قدومي الدول العربية بتخاذ موقف عربي موحد تجاه هذه الافكار المبعثرة للبيان الاميركي مع اجراء حوار جاد مع الولاياتالمتحدة الاميركية لأن الاستمرار في مثل هذه الافكار سيزيد من توتر الاوضاع في المنطقة.