لندن، طوكيو - "الحياة"، رويترز - ارتفع الدولار مقابل العملات الرئيسية في الاسواق الآسيوية والاوروبية أمس مواصلاً الانتعاش الذي بدأه مطلع الاسبوع الجاري بعدما اضطر المضاربون الذين راهنوا على استمرار هبوط الدولار الى اعادة شرائه، اضافة الى عمليات بيع اليورو لجني الارباح بعد الارتفاعات التي حققها في الفترة الاخيرة قبل عطلة عيد الاستقلال الاميركية التي تحل اليوم. وكان اليورو ارتفع مقابل الدولار أكثر من عشرة في المئة في الفترة الاخيرة واقترب من التعادل مع الدولار الاسبوع الماضي بعدما دفعت التوقعات القاتمة في شأن حي المال في نيويورك وول ستريت المستثمرين الى تقليص استثماراتهم في اسواق الاسهم والعملات الاميركية. واستمر هبوط بورصة نيويورك أول من امس، لكن الدولار خالف المسار الهبوطي وتمكن من تحقيق مكاسب في الايام القليلة الماضية على رغم ارتباط مصيره بالاسهم الاميركية في الشهور الاخيرة. كما ادى احتمال تدخل السلطات اليابانية مجدداً لبيع الين الى تحسن الدولار امام العملة اليابانية. لكن المتعاملين لا يزالون يعتقدون ان فرص الدولار قاتمة بسبب استمرار المخاوف في شأن اسواق الاسهم الاميركية خصوصاً مع وصول مؤشرات الاسهم الاميركية الى ادنى مستويات تسجلها منذ أعوام. وقال موتوشي ايمورا المدير في "بنك طوكيو ميتسوبيشي": "اعتقد ان تحسن الدولار يرجع لعمليات تعديل مراكز قبيل الرابع من تموز خصوصاً وانها ستكون عطلة طويلة لمن يربطونها مع عطلة نهاية الاسبوع". وقال احد المتعاملين في اوروبا: "ارتفع اليورو طوال الاسابيع الستة او السبعة الماضية ولذا من الطبيعي ان يشهد تعديلاً". وقال متعاملون في طوكيو ان اي ارتفاع للدولار سيكون شاقاً وسط اوامر مكثفة من المصدرين اليابانيين لبيع الدولار فوق 120.5 ين. وفي اواخر معاملات طوكيو بلغ سعر اليورو 0.820 دولار و118.04 ين انخفاضاً من 0.986 دولار و118.22 ين عند اغلاق نيويورك أول من أمس. وبلغ سعر الدولار في الاسواق الاوروبية بعد ظهر أمس 120.22 ين مقابل 119.9 ين في اواخر التعامل أول من أمس. وتراجع اليورو الى 0.9787 دولار مقابل 0.986 دولار، كما تراجع الجنيه الاسترليني الى 1.5243 دولار من 1.536 دولار. لكن الجنيه احتفظ بقوته امام اليورو الذي ما زال يعاني من تأثير بيانات اقتصادية مخيبة للآمال صدرت أخيراً، وتساؤلات في شأن الممارسات المحاسبية في مجموعة الاعلام الفرنسية "فيفندي يونيفرسال"، بالاضافة الى اخفاقه في تجاوز نقطة التعادل مع الدولار خلال الاسبوع. وقال روب هيوارد المحلل في "مصرف "ايه. بي. ان امرو": "المخاطرة تكمن في ان الدولار قد يواصل انتعاشه على المدى القصير بعد خسائره الحادة في الاسابيع الاخيرة". وبدأت لجنة السياسة النقدية لبنك انكلترا المركزي أمس اجتماعها لتحديد اسعار الفائدة الذي يستمر يومين. ويتوقع معظم الاقتصاديين ان تبقي اللجنة على اسعار الفائدة من دون تغيير عند اربعة في المئة.