مدريد - أ ف ب - نفت وزيرة الخارجية الاسبانية آنا بالاسيو امس التوصل الى اتفاق مع الرباط على الوضع في جزيرة ليلى برخيل بحسب التسمية الاسبانية قبل حصول التدخل العسكري الاسباني في الجزيرة. وفيما اعلنت مدريد استعدادها للانسحاب من الجزيرة في حال تعهد المغرب بعدم العودة اليها، بعثت بقوات من الحرس المدني والشرطة الى مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين شمال المغرب لمواجهة اضطرابات محتملة نتيجة احتلالها الجزيرة. واكد رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار، في ندوة اقتصادية امس، انه لا يقبل "الامر الواقع" في جزيرة ليلى، كما انه لا يبحث عن "توتر مستمر مع المغرب لا يفيد احدا". واضاف: "كما قلت نريد العودة الى الوضع السابق ل11 تموز يوليو". وذكر وزير الدفاع الاسباني فيديريكو تريو ان 75 جنديا اسبانيا ارسلوا الى جزيرة ليلى. واضاف ان وحدات خاصة من الجنود حلت محل الجنود المغاربة، موضحا ان هذه الوحدات ستبقى على الجزيرة حتى يتم التوصل الى حل للازمة بين البلدين. وقال ان وحدات الجيش ما زالت في "حالة استنفار" والبحرية الاسبانية التي تقوم بدوريات في هذه المنطقة ستبقى هناك "ما لزم الامر". وكانت الوزيرة الاسبانية اعلنت، في تصريحات الى التلفزيون، ان بلادها "كانت تتمنى التوصل الى اتفاق مع الرباط وعدم الاضطرار الى القيام بهذه العملية" المتمثلة باحتلال جزيرة ليلى بعد اقامة مركز مراقبة مغربي عليها قبل اسبوع. وكان وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى اكد الاربعاء انه تم التوصل الى اتفاق، مساء الثلثاء حين نفذ التدخل العسكري الاسباني، بين الرباطومدريد على انسحاب الجنود المغاربة من الجزيرة، بعد وساطة من الولاياتالمتحدة، "شرط وجود ضمان واضح بان اسبانيا لن تطأ ابدا ارض هذه الجزيرة". وشددت بالاسيو على "ان ما تريده اسبانيا هو العودة الى الوضع القائم" قبل وصول الجنود المغاربة الى الجزيرة في 11 تموز يوليو الجاري. وقالت: "يجب ان يبحث في الوضع بجدية وتأمين ضمانات، اي ما معناه انه في حال انسحبت اسبانيا من الجزيرة الصغيرة، على المغاربة الاّ يعودوا اليها" مشيرة الى ان التزاما من العاهل المغربي الملك محمد السادس سيكون كافيا. وعن عرض الاممالمتحدة القيام بوساطة في هذا النزاع، اعتبرت الوزيرة الاسبانية ان هذا الخلاف لا يحتاج الى وساطة بل الى "حس سليم" وارادة سياسية. وكررت الوزيرة استعدادها للتوصل "سريعا" الى اتفاق مع المغرب على صيغة دقيقة تسمح بالعودة الى الوضع القائم قبل 11 الشهر. واعتبرت ان "الحل الجيد" يتمثل بالتعاون بين الحرس المدني الاسباني واجهزة الدرك المغربية لمعاجلة المشكلات في مضيق جبل طارق كقضية تهريب المخدرات والهجرة غير المشروعة. وكانت الوزيرة اعلنت، في مداخلة القتها امام مجلس النواب، "ان الحكومة الاسبانية لا تعتزم الابقاء على وجود عسكري دائم" في الجزيرة. في موازاة ذلك، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر رسمية في مدريد ان قوات اسبانية من الحرس المدني والشرطة الوطنية ارسلت الى سبتة ومليلية المحتلتين في شمال المغرب، خشية حصول حوادث بعد التدخل العسكري الاسباني في جزيرة ليلى. واوضح المصدر ان القوات المرسلة تضم مجموعات من العناصر الخاصة في الحرس المدني والشرطة الوطنية التي ستنتشر بصورة اساسية على طول الحدود مع المغرب. ولم تشأ دائرة الشرطة في مليلية اعطاء اي معلومات عن عدد هذه التعزيزات، بينما تحدثت دائرة الشرطة في سبتة عن مئة رجل. واضافت المصادر ان الوضع بقي "هادئا كليا" امس في المدينتين وان عمليات العبور في المراكز الحدودية منهما الى المغرب تجري بشكل طبيعي. وكانت السلطات المغربية وضعت قيودا قبل ظهر الاربعاء على دخول مواطنيها الى المدينتين اللتين تطالب الرباط بالسيادة عليهما، لكن الوضع عاد الى طبيعته في فترة بعد الظهر، كما قالت المصادر. ويقيم نحو 70 الف نسمة في كل من المدينتين حيث توجد حاميات عسكرية اسبانية. ويدخل بين 30 و40 الف مغربي يوميا الى سبتة ومليلية لشراء حاجياتهم او للعمل.