سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
معنويات المستهلكين ضعيفة وتدهور أسعار الأسهم زاد من الضغوط على الموازنة الاتحادية . المحللون يحذرون من احتمال انزلاق الاقتصاد الأميركي في الركود مجدداً
تدهورت أسعار الأسهم الاميركية في الاسبوع الماضي الى أدنى مستويات تسجلها منذ عام 1997 وجرفت معها البورصات الدولية الاخرى التي تكبدت خسائر حادة، وسط تشاؤم في الاوساط الاقتصادية بانحدار اقتصاد الولاياتالمتحدة مجدداً في الركود وقبل تحقق الانتعاش. لندن، سانت لويس، واشنطن - "الحياة"، رويترز - قال وليام بول رئيس بنك الاحتياط الفيديرالي في سانت لويس ان خروج الانتعاش الاقتصادي الاميركي عن مساره أمر غير مرجح على رغم تأثير تراجع اسواق الاسهم في الآونة الأخيرة في المعنويات. وأضاف رداً على اسئلة بينما يلقي كلمة خلال اجتماع للمسؤولين الماليين في سانت لويس: "لا اظن ان هناك ما يدعو للشك في ان سلوك سوق الاسهم مصدر قلق". وزاد: "ليس هناك ما يدعو للاعتقاد بأن سوق الأسهم تجعلنا اكثر تشاؤماً في شأن نتائج الاستثمارات... لا اعتقد انها ستخرج بالاقتصاد عن مساره". وجاءت تصريحات المسؤول المالي لتطمئن الاسواق التي باتت تتوقع انزلاق الاقتصاد الاميركي في الركود مجدداً قبل الخروج كلياً من الركود السابق وتحقق الانتعاش. وتكبدت أسواق الاسهم الاميركية والاوروبية والآسيوية وغيرها خسائر حادة الاسبوع الماضي، وتبددت بوادر انتعاش بدأ يوم الجمعة الماضي اثر الاعلان عن تراجع مفاجئ في معنويات المستهلكين الاميركيين، اثار مخاوف من احتمال تراجع الانفاق الاستهلاكي الذي يستند عليه نحو ثلثي الاقتصاد الاميركي. وهبط مؤشر جامعة ميشيغان لمعنويات المستهلكين الاميركيين في تموز الى ادنى مستوياته منذ تشرين الثاني نوفمبر عام 2001، اذ وصل الى 86.5 نقطة مقابل 92.4 نقطة في حزيران يونيو الماضي. وتجاهلت الاسواق اعلان وزارة التجارة الاميركية ان مبيعات التجزئة ارتفعت في الشهر الماضي بنسبة 1.1 في المئة بعد تراجعها بنسبة 1.1 في المئة في أيار مايو وارتفاعها بنسبة 1.2 في نيسان ابريل. وهوت اسهم الشركات الاميركية الكبرى بشدة في نهاية اسبوع التعامل الاخير، اذ اخمدت التجاوزات المحاسبية التي تورطت فيها شركات أميركية والاشاعات التي ترددت عن مخالفات جديدة شهية المستثمرين على شراء الاسهم وانهى مؤشر "داو جونز" الصناعي الاسبوع على أكبر خسارة اسبوعية منذ أيلول سبتمبر الماضي. وهبط "داو جونز" 117 نقطة اي بنسبة 1.33 في المئة الى 8674.53 نقطة، علماً ان الخسارة خلال الاسبوع كانت 7.4 في المئة وهي أكبر خسارة اسبوعية منذ هبوطه 14.3 في المئة في الاسبوع التالي لجهمات 11 أيلول. وهبط مؤشر "ستاندارد اند بورز 500" القياسي المؤلف من اسهم 500 شركة 5.97 نقطة، أي بنسبة 0.64 في المئة الى 921.40 نقطة. اما مؤشر "ناسداك" المجمع الذي تغلب عليه اسهم شركات التكنولوجيا فقد تراجع 0.87 نقطة الى 1373.56 نقطة. وجرفت اسواق الاسهم الاميركية اسواق آسيا واوروبا وغيرها وتكبدت هذه الاسواق خسائر حادة دفعت بها الى ادنى مستويات تسجلها منذ عام 1997. وقال جون هاذرلي رئيس تحليلات الاسواق العالمية في مؤسسة "ام آند جي آسيت مانجمنت: "الاسبوعان المقبلان سيكونان حاسمين مع بدء موسم اعلان ارباح الشركات. الاسواق اخذت في حسبانها التوسع الاقتصادي وانتعاش الارباح الا ان الشركات لم تعلن حتى الان تحسناً في التعاملات المتوقعة". الموازنة وقال البيت الابيض، في مراجعته نصف السنوية للموازنة الاميركية، أنه يعتقد ان اسواق الاسهم صارت اكثر اهمية من اي وقت مضى على الاطلاق بالنسبة لتوقعاته في شأن الموازنة وتوقع أن يبلغ عجز الموازنة في سنة 2002 نحو 165 بليون دولار. وقال مكتب البيت الابيض للادارة والموازنة في بيان: "أصبحت سوق الاسهم وما تولده من عائدات ارباح رأس مالية اكثر اهمية من اي وقت مضى بالنسبة لتوقعات الموازنة الاتحادية. انها تستحق تمحيصاً دقيقاً جداً من جانب المعنيين بالموازنة". وتوقع البيت الابيض أن يتقلص هذا العجز الى 109 بلايين دولار سنة 2003 الى 48 بليون دولار سنة 2004 وان تعود الموازنة سنة 2005 الى تحقيق فائض قدره 53 بليون دولار يرتفع الى 60 بليون دولار في سنة 2006 و84 بليون دولار في سنة 2007 . وحول معدلات نمو اجمالي الناتج المحلي، توقع البيت الابيض تحقيق نمو نسبته 2.6 في المئة في السنة الجارية و3.6 في المئة سنتي 2003 و2004. وحول معدلات التضخم توقع البيت الابيض ان يبلغ معدل التضخم 1.7 في المئة في السنة الجارية وان يرتفع الى 2.5 في المئة سنة 2003 وان يتراجع الى 2.4 في المئة سنة 2004. وحول معدلات البطالة توقع ان تبلغ 5.8 في المئة في السنة الجارية وان تتراجع الى 5.6 في المئة سنة 2003 والى 5.3 في المئة سنة 2004.