القدس المحتلة، باريس - أ ف ب - اعترض الجيش الاسرائيلي صباح امس سيارة قال انها "مفخخة" عند احدى الطرق المؤدية من الضفة الغربية الى اسرائيل قرب مدينة قلقيلية، في حين رفع حظر التجول "حتى إشعار آخر" عن مدن بيت لحم والخليل وجنين في الضفة. وأفاد مصدر عسكري ان جنوداً رصدوا السيارة المشبوهة مساء اول من امس حيث كانت تضع لوحة تسجيل إسرائيلية وأطلقوا عيارات نارية في الهواء ففر ركاب السيارة. واضاف ان متخصصين في المتفجرات تفقدوا السيارة وعثروا فيها على اربع قنابل شديدة المفعول موصولة بثلاث قوارير من الغاز اضافة الى مسامير تهدف الى مضاعفة مفعول الانفجار. وقام الجيش بتفجير السيارة التي كانت على ما يبدو معدة لعملية ضخمة في اسرائيل. في غضون ذلك، اعلن الجيش امس رفع حظر التجول "حتى اشعار آخر" في مدن بيت لحم والخليل وجنين في الضفة بعدما كان رفعه عن قلقيلية وطولكرم اول من امس. وقال ناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان حظر التجول المفروض منذ اكثر من ثلاثة اسابيع، باستثناء فترات قصيرة، "سيرفع حتى اشعار اخر في المدن الثلاث ابتداء من العاشرة صباحا السابعة بتوقيت غرينتش". ومعنى ذلك ان حظر التجول قد يفرض مجددا في اي وقت، خصوصا في حال حصول اضطرابات. وابقى الجيش على حظر التجول في مدينتي نابلس ورام الله حيث مقر السلطة الفلسطينية في الضفة. "صحافيون بلا حدود" تستنكر الى ذلك، استنكرت جمعية "صحافيون بلا حدود" المدافعة عن الحريات الصحافية مقتل المحرر والمصور الفلسطيني المستقل عماد ابو زهرة 35 عاما من جنين. وقال الامين العام للجمعية روبير مينار في بيان اصدره اول من امس: "في خلال خمسة اشهر قتل الجيش الاسرائيلي صحافيين اثنين، ومنذ ايلول سبتمبر عام 2000 جرح اكثر من 40 صحافيا برصاص الجيش ... ومنذ وصول ارييل شارون الى السلطة في شباط فبراير عام 2001 جرح 17 صحافيا ونجا 70 آخرون من عمليات اطلاق نار واحتل الجيش 15 مكتبا اعلاميا اجنبيا او فلسطينيا". وتابع: "الجيش يتصرف بلا رادع. وهذا غير مقبول. فكم يجب ان يموت بعد من الصحافيين ليتوقف الجيش عن الاعتداء على الصحافة؟". واعلن ان جمعية "صحافيون بلا حدود" قررت ان "تصنف ارييل شارون بين منتهكي حرية الصحافة". وتبدو هذه الاجراءات موقتة لتمكين السكان من التزود بالمواد الاساسية، اذ لا تسمح لهم بالتنقل بحرية او العودة الى العمل او الى حياة شبه عادية. واكد وزير البيئة الاسرائيلي تساهي هانغبي الذي ينتمي الى حزب ليكود خلال مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية ان الجيش "سيبقى سنة على الاقل في مناطق الحكم الذاتي" الفلسطيني، في حين اكد رئيس اجهزة الاستخبارت العسكرية الجنرال اهارون زئيفي فركاش في مقابلة مع التلفزيون ان الجيش سيبقى "حتى يتوقف الارهاب" مع انه اقر بان الشعب الفلسطيني يتضرر كثيرا من حظر التجول واعادة احتلال المدن. وافاد عناصر في منظمة "اطباء بلا حدود" الانسانية في نابلس ان الوضع بات خطيرا جدا في المنطقة المحتلة الخاضعة لحظر التجول منذ 20 حزيران يونيو والتي لم يرفع فيها الحظر سوى خمس مرات لساعات معدودة. وقالت مسؤولة في المنظمة كاترين دوبيرج "ان الناس مسجونون في منازلهم واصابهم الاحباط خوفا من الدبابات الاسرائيلية التي تجوب الشوارع وتطلق النار من دون سابق انذار". وافاد شهود اخرون ان الوضع في بقية المدن التي اعيد احتلالها مشابه لوضع نابلس.