أعلن رئيس حزب الامة السوداني المعارض السيد الصادق المهدي انه سيطلق اليوم "حملة استنهاض" لمؤيديه لمواجهة الاختراقات في حزبه، وانتقد تسرع المنشقين عن حزبه، بقيادة المسؤول السياسي في الحزب وابن عمه السيد مبارك الفاضل المهدي، في السعي الى الانضمام الى الحكومة، قائلا ان "الذبيحة قادمة، فلماذا استعجال الفطيسة". وانتقدت أحزاب المعارضة الرئيسية في السودان الانشقاق في حزب الامة واكدت مساندتها قيادته الشرعية وحملت الحكومة مسؤولية الوقوف وراء الانشقاقات التي تشهدها الساحة السياسية السودانية. وتحدث المهدي الى "الحياة" في اتصال هاتفي اجرته معه من لندن مساء أمس مؤكدا أن حزبه لن يتأثر بالانشقاق. وقال إن عضوية حزب الامة في السودان قد تصل الى نحو عشرة ملايين شخص "ولذلك فإن فقد ألف شخص لا يشكل أمرا يتوقف المرء عنده"، في اشارة الى ألف ناشط يشاركون حاليا في "المؤتمر الاستثنائي" للحزب الذي دعا اليه مبارك المهدي ويختتم اعماله اليوم. وقرر المجتمعون مساء امس "التحالف والشراكة مع الحزب الحاكم والمشاركة في السلطة في حكومة برنامج وطني". وقال الصادق المهدي: "خسرنا بعض الناس لكننا سنكسب اضعافهم بسبب موقفنا الذي يراه الشعب مساندا للديموقراطية وتصحيح الاوضاع". ورأى أن "الشعب سيكافئنا لان سياساتنا تقوم على مواجهة الاستبداد والظلم". واعتبر أن سعي الحكومة الى احداث انشقاقات "يضر بها كثيرا. ما من جهة تفاوضت مع هذه الحكومة والا حاولت ان تؤذيها وتخترقها. هذا مضر بسمعتها. هي في حاجة الى جبهة داخلية موحدة سواء إتفقت مع الحركة الشعبية لتحرير السودان أو اختلفت معها في مفاوضات نيروبي. هذا ليس الوقت الذي تنشغل فيه بتحقيق مكاسب في صفوف عناصر وطنية تلتقي معها في الموقف الاستراتيجي". واعتبر أن "كل ما سيحصل للمنشقين هو أنهم سيجدون أنفسهم في مقبرة المؤتمر الوطني الحاكم الذي لم تنته انشقاقاته بعد ويعيش حال تآكل كبيرة كما وقع في خروج وزير وقياديين بارزين اثنين أخيرا". واستغرب تعجل التيار المنشق عنه في المشاركة في الحكومة، وقال إن "الانضمام الى النظام الآن بلا معنى، اذ ان مفاوضات كثيرة تجري في شأن تحول ديموقراطي ودستور جديد". وخاطب المنشقين قائلا : "الذبيحة قادمة، فلماذا الاكل من الفطيسة". جهات حرّضت وهدد المهدي بكشف جهات حرضت مبارك الفاضل على الانشقاق، وقال ان ما حصل "محاولة اختراق واضحة تمت بامكانات من خارج اطار الحزب. وحتى لا نلقي القول على عواهنه فسننشر التفاصيل موثقة ونكشف الجهات وحجم الدعم". وطلب المهدي من القوى السياسية والديبلوماسيين مقاطعة الجلسة الختامية ل "المؤتمر الاستثنائي" للحزب الذي دعا اليه المنشقون. ودعا مؤيديه الى حشد جماهيري بعد صلاة الجمعة اليوم للرد على تحرك التيار المنشق. واهتم الاعلام الرسمي في السودان بتغطية "المؤتمر الاستثنائي" للحزب على غير عادته في التعامل مع الاحزاب غير المشاركة في الحكومة. الميرغني لا يتعامل مع "حزب مبارك"، واعلن الحزب الاتحادي الديموقراطي المعارض بقيادة محمد عثمان الميرغني انه لن يتعامل مع "حزب مبارك"، واعتبره "رافدا للحزب الحاكم". واتهم حزب "المؤتمر الشعبي" بقيادة الدكتور حسن الترابي الحكومة بالسعي الى "شق صف حزب الامة". ورأي الحزب الشيوعي بقيادة محمد ابراهيم نقد ان مسلك الحكومة "لا يساعد في الاستقرار السياسي". وفي القاهرة، استنكر التجمع الوطني الديموقراطي "إصرار النظام على مواصلة سياسات التآمر ضد القوى السياسية وتبني مخططات لاشاعة الخلافات داخل الاحزاب المعارضة في محاولة يائسة للنيل من وحدتها والتأثير سلباً على فاعليتها".