يبدو أن النجاح الذي حققته الفنانة سميرة أحمد في مسلسل "امرأة من زمن الحب" الذي استحوذ على اهتمام الجمهور في العالم العربي، أشعل حماستها وفتح شهيتها للوقوف مجدداً أمام كاميرات التلفزيون. ومن خلال تصوير المسلسل الجديد "أميرة من عابدين" تؤكد أن قدرة الفنان الحقيقي على العطاء لا تنضب، بل أن الموهبة الأصيلة تزداد مع تقدم العمر. عن عودتها القوية لتصوير مسلسل جديد للشاشة الصغيرة، التقتها "الحياة". من الملاحظ انك تفضلين العمل في مسلسلات وأفلام تعالج مشكلات المرأة، فهل هي مصادفة أم أن هناك إحساساً ما بواجب معالجة تلك المشكلات؟ - بالتأكيد، ليس الأمر مصادفة. وإنما أشعر بأن هناك ظلماً ما يقع على المرأة المصرية والعربية المهضوم حقها في مجتمع ذكوري من الدرجة الأولى. كل الحقوق للرجل ولا شيء لها سوى الفتات، وعلى رغم الظلم الذي تعاني منه المرأة في مجتمعنا، فإنني أجدها صلبة وقوية. وأنا واجبي كفنانة وامرأة أن أقدم ما أشعر به في الواقع الذي اعيشه يومياً، واتعرض له... فكان فيلم "امرأة مطلقة" الذي كان مجرد تنبيه الى الخطر الذي يهدد كلاً من المرأة والرجل وليست المرأة وحدها. ومثلت في "غداً تتفتح الزهور" و"ضد التيار" و"امرأة من زمن الحب"، وكل هذه الأعمال قدمت فيها المرأة المصرية الناضجة التي تدافع عن مبادئها في العمل والمنزل وتدافع عن أولادها بشراسة. هل هناك تجاهل لمشكلات المرأة في المسلسلات والأفلام المصريّة ؟ - لا أرى الصورة سوداء تماماً. صحيح ان منذ فترة كان هناك تجاهل من كتاب الدراما لمشكلات المرأة... كانت كل القضايا محصورة في مشكلات الحب والهجر، وتلك القضايا السطحية. لكننا بدأنا فعلاً في تقديم صورة واقعية لما تعانيه المرأة في مجتمعاتنا. وكل ما نحتاجه المزيد من هذه الاعمال. أنت ممثلة سينمائية بالدرجة الاولى، فكيف تنظرين إلى تجربتك أمام كاميرات التلفزيون؟ - التمثيل للتلفزيون لا يختلف كثيراً عن السينما... لكن في اليومين الاولين اثناء التصوير للتلفزيون، أكون في حال صعبة جداً، ومتخوفة من كل الشخصيات التي تقف أمامي. واطلب من المخرج تصوير المشاهد الخارجية أولاً، ثم المشاهد الخفيفة، حتى تستقر حالتي بعد التعود على مجموعة العمل. السينما... طبعاً! ما الأقرب إليك، السينما أم التلفزيون؟ - السينما طبعاً... مع أن التلفزيون أكثر انتشاراً. لكن السينما هي الأساس، وهي تصنع تاريخ كل ممثل. الفيلم يستمر وجوده مدى الحياة، أما المسلسل فيعرض مرة أو مرتين، وينتهي بعد ذلك. لماذا يقع اختيارك على الأدوار المعقدة والمركبة مثل دورك في فيلم "الخرساء"؟ - أحبّ تأدية مثل هذه النوعية من الأدوار لأنها تحتاج الى مجهود. عندما عملت على شخصية الخرساء، قمت بزيارات متعددة لمعاهد الصم والبكم واختلطت بهم وعشت معهم... حتى تعلمت لغة الاشارات. ثم اتضح لي أن هذه اللغة لها اصطلاحات خاصة لا يفهمها الجمهور، فكان عليّ أن اختلط بهم في الشارع، لأنقل المصطلحات الشائعة التي يمكن الجمهور فهمها. وبعد انتهاء الفيلم، كثيراً ما كنت أنسى نفسي واتحدث بالاشارة! وظللت أعواماً عدة لا أظهر في الشارع، إلا ويشير الناس الي قائلين "الخرساء أهي". وكان هذا بالنسبة اليّ قمة النجاح. "شم النسيم" كان أول فيلم قمت ببطولته، لكنّه فشل تجارياً. ألم يؤثر ذلك في مسيرتك الفنية؟ - فيلم "شم النسيم" أول بطولة لي في السينما. وصحيح أنه لاقى فشلاً ذريعاً. لكن الذي جعلني استمر أنني لم أكن مسؤولة عن هذا الفشل، لأن الفيلم كان يضم نحو 37 وجهاً جديداً، منهم محمود عزمي وبرلنتي عبد الحميد. والفيلم ألقى الضوء على شخصيات مختلفة تقيم في بيت واحد وكان يغلب عليه الطابع الكوميدي. ثم إن الفشل كان للعمل ككل، وليس لي بالذات. ولكن بعضهم أراد تحميلي مسؤوليّة سقوط الفيلم وفشله، كوني البطلة. لذلك ابتعدت عن أدوار البطولة فترة طويلة، واخذت في المشاركة بأدوار ثانوية، حتى سنحت لي الفرصة في بطولة فيلم "حب واعدام"، وكان مأخوذاً عن مسلسل اذاعي، واخرجه كمال الشيخ، وشعرت بنجاح الفيلم منذ الوهلة الأولى. المرأة الشريرة قمتِ بدور "المرأة الشريرة" مرة واحدة في حياتك الفنية، في فيلم "غراميات امرأة" فلماذا لم تكرري التجربة؟ - انا على يقين بأن جمهوري يتقبلني في كل أدواري. لكنني تعرضت حينذاك لانتقادات وعتاب من الجمهور، بسبب تجسيد دور الشريرة، لدرجة أنني كرهت نفسي وعاهدتها على ألا اعاود هذه التجربة مرة أخرى! والسبب ما لمسته من قربي من الجمهور، فهو يعتبرني الأخت والأم والزوجة. ما هو الفارق بين دورك في مسلسل "امرأة من زمن الحب" ودورك في مسلسل "أميرة من عابدين"؟ - هناك اختلاف كبير، فشخصية "أميرة" مختلفة تماماً. فهي أرملة لأحد شهداء حرب "أكتوبر"، يرصد العمل كفاحها في تقديم رسالتها نحو ابنائها... وعلى رغم وفائها لزوجها الشهيد، تزوجت من عبد المنصف يوسف شعبان الذي يساعدها في تربية ابنائها ورعايتهم. كما يقدم المسلسل مزيجاً من الانماط البشرية الثرية من خلال اهالي حي عابدين الذي يشهد رحلة كفاحها وحياة أسرتها وعلاقاتها بجيرانها.