تغيّب رئيس الوزراء التركي بولنت أجاويد عن الاجتماع الاستثنائي الذي دعا الرئيس احمد نجدت سيزار زعماء احزاب البرلمان لحضوره أمس من اجل تحديد الموقف من مطالب الاتحاد الأوروبي قبل التفاوض على قبول عضوية أنقرة في صفوفه. وأعرب مراقبون ان تغيّب اجاويد عن الاجتماع والخلاف الحاصل بين اقطاب الائتلاف الحاكم في شأن الشروط الاوروبية سيدفع في اتجاه اجراء انتخابات مبكرة بعد تعديل حكومي اصبح محتملاً اثر تدهور صحة اجاويد. وطالبت زعيمة حزب "الطريق الصحيح" المعارض تانسو تشيلر رئيس الوزراء بالتنحي وأبدت استعدادها لتشكيل حكومة جديدة تقود البلاد الى انتخابات مبكرة. وأكدت ان على تركيا ان تبحث امر غياب رئيس الوزراء قبل ان تناقش علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي. وهدد دولت باهشلي نائب رئيس الوزراء التركي زعيم حزب "الحركة القومية" ثاني اكبر شريك في الائتلاف الحاكم بالانسحاب من الحكومة في حال استمرت الضغوط على حزبه وعلى الحكومة لقبول شروط الاتحاد الأوروبي المتعلقة بإعطاء الأكراد حقوقهم الثقافية وإلغاء عقوبة الإعدام. وبدا باهشلي في الاجتماع الاستثنائي الذي دعا اليه سيزار وحيداً في موقفه المعارض بعد غياب تشيلر عن الحضور احتجاجاً على عدم حضور رئيس الوزراء. وشددت بقية الأحزاب على ضرورة اقرار تركيا الإصلاحات السياسية التي اشترطها الاتحاد الأوروبي من اجل الحصول على موعد للتفاوض على عضوية تركيا في الاتحاد خلال قمة كوبنهاغن نهاية السنة الجارية. وهدد باهشلي بالانسحاب من الحكومة مؤكداً ان مطالب اوروبا لا يمكن الموافقة عليها. وقال: "الاتحاد الأوروبي سيمتص دم تركيا ثم يلقي بها بعد ان يحقق الانفصاليون الأكراد ما كانوا يطمحون إليه وبعد ان يسلب من قبرص"، مشيراً الى انه لا يستطيع ان يبرر موقف حزبه امام ناخبيه في حال تنازله.