دخلت غادة نافع عالم الفن منذ ما يزيد العشرة أعوام، إلا أنها لم تحقق النجاح المأمول إلى الآن، ومرجع ذلك كما تؤكد بنفسها يعود إلى أنها لا تسعى إلى الأعمال والأدوار مثل الفنانات الشابات الأخريات. والسبب خجلها الشديد، ونظرة العاملين في الوسط الفني إليها كونها ابنة الفنانين إيهاب نافع وماجدة الصباحي... وهي نظرة تؤثر عليها سلباً كما تقول. وقد شاركت غادة نافع خلال العام الأخير في بطولة مسرحيتين إلى جانب مسلسلين، وتستعد للقيام ببطولة أكثر من فيلم سينمائي لتعوض ابتعادها عن السينما وتأخرها عن بنات جيلها. "الحياة" التقتها وكان هذا الحوار: لا توجد حتّى الآن محطات بارزة في مشوارك الفني... - نعم، ولا أعتبر أنني حققت في مشواري مع الفن محطات، وإنما أدواراً أعتز بها وأحبها، وكان آخرها في المسلسل الذي عرض قبل فترة "حرث الدنيا" أمام أحمد عبد العزيز وسميحة أيوب ومن تأليف علي عبد القوي الغلبان وإخراج وجيه الشناوي، وجسدت فيه شخصية فتاة صعيدية تعيش من أجل رعاية والدها المُقعد وترفض الزواج من أحد مطاريد الجبل الذي يتوعدها ويهددها باستمرار للقبول بالزواج منه. كونك إبنة ماجدة الصباحي، هل أثر فيك سلباًَ أم إيجاباً؟ - أثر في شكل إيجابي في بدايتي الفنية، إذ وفر عليّ معاناة كبيرة قد يكون تعرض إليها غيري. وبصراحة أقول: وفر عليّ نصف الطريق... أما التأثير السلبي فإنني أتحمله في افتراض المخرجين والمنتجين أن أمي ستقوم بقراءة ما يُعرض عليّ من نصوص درامية، ومن ثم تتدخل فيه، وبالتالي لا بد من أن يكون على درجة عالية من الجودة والإبداع وبالتالي الاحترام. بماذا استفدت من أمّك؟ وبماذا نصحتك في بدايتك الفنية؟ - أفادني كثيراً التزامها في كل شيء، وحبها الكبير للفن ودقتها في مواعيدها وشتى أمورها، وهذه الأمور تجعلني أصطدم بأشياء كثيرة في الوسط الفني، وهي نصحتني في بداية عملي بالفن وقالت لي: "خليكي طبيعية، اتكلمي واضحكي وازعلي واتعصبي زي ما ييحصل في حياتك العادية، وكلما كنت بسيطة وصلت أسرع إلى قلوب الجمهور". وهل تستشيرينها في أعمالك الفنية؟ - ما يجري هو العكس تماماً، فأنا الذي أقرأ لها. مشورتها على رأسي، لكني أحب تحمل مسؤوليتي بنفسي، ولو أنني اقتنعت بشيء وأحسسته فلا أتأخر عن تقديمه، وهذا لا يمنع أنني أغبطها على اختلاف أدوارها وشخصياتها في أعمالها وقدرتها على ترك بصمة في كل شخصية قدمتها، وتكفي أدوارها في أفلام "المراهقات" و"أين عمري؟" و"جميلة بوحيرد" و"هذا الرجل أحبه" و"الرجل الذي فقد ظله" وغيرها. ما قولك في الممثلات اللواتي أتين بعدك، وسبقنكِ في المشوار؟ - هذا الأمر حقيقي. إنني لا أعمل كثيراً فهذا أخرّني، كما لم تأتني فرص جيدة مثل التي جاءت لمن أتين بعدي. يردد البعض أنك غير مهتمة بالفن؟ - بالعكس أنا مهتمة به جداً، ولكنني لا أسعى إليه لخجلي الشديد وليس لعدم اهتمامي به، وأؤكد أنني أدفع ثمن هذا الخجل الزائد عن الحد. ما آخر أعمالك التلفزيونية؟ - عرض لي قبل ثلاثة أشهر مسلسل "الجميلة والبهلوان" أمام كمال أبو رية ومحمود الجندي، كما عرض لي على شاشة الفضائيات العربية خلال رمضان الماضي مسلسل "الكومي" والذي شاركني بطولته إلهام شاهين وممدوح عبد العليم وهشام سليم وهو من تأليف خيري شلبي وإخراج محمد راضي، وانتهيت أخيراً من تصوير دوري في مسلسل "القلب إذا هوى" أمام سمية الألفي ومحمود قابيل ومن تأليف علاء عبد المنعم وإخراج أشرف سالم، وجسدت فيه شخصية فتاة يتوفى والدها وهي في سن صغيرة، وبعدما تكبر تقع في غرام استاذها في الموسيقى، في الوقت الذي يعيش قصة حب مع أمها وهما على وشك إعلان زواجهما. وماذا عن المسرح؟ - شاركت خلال العام الماضي في بطولة مسرحيتين إحداهما لمسرح الدولة "فارس ايد الهون" أمام كمال أبو رية وإخراج صلاح الحاج، والثانية إلى مسرح القطاع الخاص "زكيا زكريا.. تتحدى شارون" أمام ابراهيم نصر وماجدة الخطيب من تأليف شامخ الشندويلي وإخراح رائد لبيب، والحمد لله أن دوريّ في العملين كانا مختلفين تماماً وحققا نجاحاً كبيراً على المستويين النقدي والجماهيري، وأنا بطبيعتي أعشق المسرح على رغم ما يتطلبه من جهد ووقت طويل. وأين أنت من السينما؟ - استعد للقيام ببطولة عدد من الأفلام حتى اكون موجودة من خلال السينما وبقوة، وسأصور قريباًَ أول هذه الأفلام ويحمل عنوان "مطلوبة للتجنيد فوراً" من تأليف أحمد هاني وإخراج نادية حمزة، وأجسد فيه دور فتاة تُطلب للتجنيد في الجيش المصري لأن موظف السجل المدني كتب في شهادة ميلادها أمام النوع ذكر بدلاً من أنثى الأمر الذي يعرضها إلى العديد من المواقف الكوميدية الطريفة. البعض يعتبرك محظوظة؟ - وأنا أعتبر نفسي مظلومة، لا محظوظة. هل عطلك الزواج عن الفن؟ - بعد زواجي أصبحت مستقرة أكثر، سواء على الصعيد النفسي ام العائلي وصورت أعمالاً أكثر وافضل من قبل الزواج، والزواج إحساس لذيذ يجعل الشخص مختلفاً في المشاعر والتمثيل والتعامل مع الآخرين وفي كل شيء في الحياة. هل كوّن زوجك شركة إنتاج فني من أجلك؟ - نعم، وعلى رغم أنه اتجه إلى التجارة في المواد الغذائية عقب تخرجه من كلية هندسة الاسكندرية، إلا أنه يحب الفن بطبيعته وهذا ما قربنا في البداية. وأشعر بأنني استطيع تقديم أعمال فنية من خلال الشركة، ما كانت ستتاح لي لولا وجودها.