أكد وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث ان الفلسطينيين يعيشون احتلالاً اسرائيلياً كاملاً، فيما يعتقد العالم ان هذا الاحتلال انتهى بانتهاء الاجتياح الأول، مشيراً الى 93 احتلالاً حصلت منذ الاجتياح الأول. وقال في بيروت التي زارها لتسليم المسؤولين فيها رسالة من رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات: "ان الشعب الفلسطيني سيستمر في مقاومته لسياسة رئيس الوزراء الاسرائيلي الاستيطانية المستمرّة". واعتبر شعث بعد لقاء وزير الخارجية اللبناني محمود حمود "اننا في هذه الأيام الصعبة نتحرّك في ظل المبادرة العربية للسلام من أجل تكتيل كل القوى الدولية والعربية لتحقيق الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الأراضي المحتلةالفلسطينيةواللبنانية والسورية، التي احتلت بعد الرابع من حزيران يونيو 1967 واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وفي الحل العادل لمشكلة اللاجئين المستندة الى القرار 194، وكل ذلك في اطار عمل عربي مشترك متعاون تلعب فيه الشقيقات الثلاث التي ما زالت أراضيها محتلة وهي فلسطينولبنان وسورية دوراً أساسياً في قلب العمل العربي، لأنها معنية بشكل مباشر في انهاء هذا الاحتلال والتقدّم نحو المستقبل". وأوضح ان وجوده في لبنان هو "للتواصل الكامل ووضع اشقائنا في كل المعلومات وتأكيد موقف يجب التشديد عليه وهو أننا لن نحضر مؤتمراً دولياً لا يحضره لبنان وسورية، نحن ملتزمون قرارنا في ما يتعلق بالانسحاب الكامل وباللاجئين الفلسطينيين، والحل العادل لمشكلة اللاجئين يعني اعطاء الخيار للشعب الفلسطيني اللاجئ في العودة إما الى قراه في اسرائيل وإما الى الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، ولن يقبل الشعب الفلسطيني حلاً يفرض توطينه في أي مكان خارج بلاده". وأشار الى "ان الاطراف الدولية تحاول التوفيق بين الموقف العربي والموقف الاسرائيلي وفي رأيي لا يمكن التوافق على أي اطار يشابه ما أعلنه شارون عن المؤتمر الدولي، فمن دون تحديد الهدف الواضح والمرجعية المرتكزة الى المشروع العربي، يصبح المؤتمر من دون فائدة، نحن لا نريد صورة تذكارية يصافح فيها شارون القادة العرب، نريد مؤتمراً كمؤتمر "دايتون" حول البوسنة ومؤتمر "غود فرايدي" في ارلندا يقود الى إنهاء الاحتلال الاسرائيلي". من جهة ثانية، صرّح وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة، عقب جلسة محادثات عقدها مع وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان في باريس، أنه لمس لديه استعداداً واضحاً لتفعيل ديناميكية المساهمة الفرنسية على الصعيد الأوروبي من الوضع الدقيق في الشرق الأوسط. وقال سلامة انه أبلغ دوفيلبان ان الموقف الفرنسي لم يكن نشطاً بما يكفي في الفترة السابقة، بسبب متطلبات حملة الانتخابات الرئاسية، وان "الحصيلة الاوروبية بحاجة الى عمل فرنسي أكثر فاعلية"، واعتبر ان بعض المواقف الاوروبية الأخيرة من الشرق الاوسط، "ان لم تكن مطابقة للموقف الاميركي فهي قريبة جداً منه بفعل ضعف الاسهام الفرنسي في القرار الأوروبي، ونحن نريد من الدول الأكثر تفهماً للموقف اللبناني والعربي اجمالاً ان تظهر مواقفها". وتوقع ان تشهد المرحلة المقبلة المزيد من الديناميكية الفرنسية وبالتالي الاوروبية في اتجاه المنطقة "عبر تكثيف الاتصالات والزيارات المتبادلة"، وقال ان "فرنسا ترغب في توجيه رسالة قوية" لمناسبة القمة "الفرنكوفونية" التي ستعقد في الخريف المقبل في بيروت، "تظهر مدى اهتمامها بالمنطقة". وأشار سلامة الى ان الجانب اللبناني مفاجأ بالغموض المطلق في شأن المؤتمر الدولي للسلام، سواء من خلال الكلام الاميركي أو كلام الموفد الاوروبي خافيير سولانا الذي زار المنطقة. وتساءل عما اذا كان "هذا الغموض مرده الى ارباك من جانبهم أم أنه غموض قائم بالفعل، وفي الحالين الأمر سيئ". ورأى ان عقد مؤتمر دولي للسلام يغيب عنه لبنان وسورية والأطراف العربية الفاعلة ومرجعية مدريد "سيؤدي الى مردود عكسي"، لكنه أوضح ان موقف فرنسا واضح على هذا الصعيد وانها تنوي التحرّك في هذا الاطار، لتعويض التراجع الذي شهدته الفترة السابقة. وذكر انه قبل تحديد أمر مشاركة لبنان وسورية في المؤتمر "نريد معرفة هدفه"، فإذا كان "اعادة صوغ مرجعية مدريد أو تحقيق ما يسمى بالسلام الانساني على حد بعض التصريحات الاميركية، فنحن لا نماشي مثل هذا الطرح".