شكّلت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي أي وحدة شبه عسكرية مكلفة خصوصًا بمطاردة الشبكات الارهابية ومسؤوليها في الخارج، فيما أعلن نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ريتشارد شيلبي أن الوكالة مسؤولة عن "ثغرات ضخمة" في الاستخبارات قبل اعتداءات 11 أيلول سبتمبر. وقال الرئيس الاميركي جورج بوش أن مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي أصبح يتواصل بشكل أفضل مع ال"سي آي أيه" ويتقاسم الجهازان الان المعلومات التي في حوزتهما. ليتل روك، واشنطن - أ ف ب، أ ب - كشف مسؤول في الادارة الاميركية أن وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي أي شكلت وحدة شبه عسكرية مكلفة خصوصًا بمطاردة الشبكات الارهابية ومسؤوليها في الخارج. وتملك ال"سي آي أي" وحدات خاصة مدربة لتنفيذ عمليات في الظل، لكن الوحدة المستحدثة، وضعت مباشرة تحت قيادة مركز مكافحة الارهاب في ال"سي آي أيه" المكلفة استئصال الارهاب على الصعيد الدولي. وأضاف المسؤول الاميركي أن هذه الوحدة ستكون "قوة شبه عسكرية حقيقية لمكافحة الارهاب ستركز عملها على الارهابيين". ورفض أن يحدد عدد الاشخاص الذين ستتألف منهم هذه الوحدة والوسائل التي ستكون بتصرفها أو طرق عملها. وعن أسامة بن لادن، قال المسؤول نفسه: "نعتقد أنه حي ويختبئ في مكان ما في منطقة على الحدود بين باكستان وأفغانستان"، رافضًا القول ما إذا كانت الوحدة شبه العسكرية الجديدة التي تلقت تدريبًا عاليًا، ستستخدم في حال حصلت الاستخبارات الاميركية على معلومات عن مكان بن لادن أو أي من المطلوبين الآخرين. ويمكن لوكالة الاستخبارات المركزية قانونًا، اللجوء الى القتل لمنع وقوع هجمات "إرهابية". وكانت هذه الوسيلة استخدمت في عملية "الفينيق" فينيكس في فيتنام من 1967 الى 1973 ضد كوادر المقاتلين الفيتناميين. وقال مساعد مدير العمليات في الوكالة جيمس بافيت إن فرقًا شبه عسكرية من ال"سي آي أيه" أعدت ونشرت ميدانيًا "خلال بضعة أيام" بعد الاعتداءات التي استهدفت نيويوركوواشنطن. وأوضح أن العنصر في ال"سي آي أي" مايكل مايك سبان الذي قتل في تشرين الثاني نوفمبر الماضي في سجن أفغاني كان يستجوب فيه أعضاء من حركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة"، كان ينتمي الى إحدى هذه الوحدات. وجاء ذلك في وقت أعلن نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ريتشارد شيلبي أن وكالة الاستخبارات المركزية مسؤولة عن "ثغرات ضخمة" في الاستخبارات قبل اعتداءات 11 أيلول، وذلك بعد معلومات نشرتها الصحف تتهم الوكالة بذلك. وأضاف المسؤول المعروف بشدة انتقاده لمدير ال"سي آي أيه" جورج تينيت: "أعرف أن مدير الوكالة ينفي الامر لكنني أعتقد أنه مخطىء تمامًا وستكشف وقائع تثبت ذلك". ووردت تقارير أخيرًا تفيد أن كلاً من ال"سي آي أي" وال "أف بي آي" كانا على علم باحتمال وقوع هجمات في 11 أيلول منذ كانون الثاني يناير 2000. ولكن عميلاً في ال "سي آي أيّ" رفض الكشف عن اسمه قال إن وكالة الاستخبارات لم تطلع مكتب التحقيقات على المعلومات التي لديها بشأن خليل المحضار وهو متهم بأنه أحد الخاطفين وكان يشارك في اجتماعات "القاعدة". بوش واعترف الرئيس الاميركي جورج بوش أول من أمس في ليتل روك أركنساو أن على الحكومة الفيديرالية أن تقوم بالمزيد من الجهد لحماية الاميركيين من الارهاب، غير أنه دافع عن مكتب التحقيقات الفيديرالي المتهم بالخلل الوظيفي قبل 11 أيلول. وقال بوش أثناء زيارته هذه الولاية أمام مئات الاشخاص: "أريد أن تعرفوا ... أن الشرطة الفيديرالية الاميركية بصدد التغيير. وهي تتواصل بشكل أفضل مع وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية، ويتقاسم الجهازان الآن المعلومات التي في حوزتهما". وأدخل مدير مكتب التحقيقات روبرت ميولر الذي تولى منصبه قبل أيام قليلة من أحداث 11 أيلول، إصلاحات عميقة، ما أكسبه دعم الموظفين الذي رفعوا تقريرًا الاثنين الماضي ضمنوه ثقتهم بمديرهم وبالتعديلات التي أدخلها. وأعلن ميولر توظيف مئات المتخصصين في مكافحة الارهاب لملائمة مكتب التحقيقات مع مهمته الجديدة، كما أنه سيراجع بنفسه كل التقارير الواردة من العملاء للتأكد من حسن سير الاعمال. تجنيد مسلمين ونظمت الوكالات الفيديرالية والفرعية كال"سي آي أي" وال"أف بي آي" والاستخبارات السرية ومكتب الهجرة والتجنيس بالتعاون مع ولاية نيوجيرسي، معرضًا مهنيًا في أحد أكبر جوامع الولاية، لاستقطاب الموظفين من الجالية المسلمة. وقال أنتوني كولغاري وهو مسؤول التوظيف في الاستخبارات السرية: "هذا المعرض يتوجه الى الجميع، وكما هو واضح نحن نسعى الى توظيف المسلمين". وقال القيمون على المسجد إنهم كانوا على علاقة طيبة مع السلطات قبل اعتداءات 11 أيلول، ولكن بعدها، أصبح العملاء الحكوميون يترددون عليهم لجمع المعلومات. وقال محامي دفاع عن 18 مسلمًا اعتقلتهم السلطات غداة 11 أيلول: "لماذا لا نُمثَّل كأميركيين مسلمين بشكل صحيح؟ لماذا تشكل مساجدنا موضع اهتمامكم بينما تعلمون أن الخاطفين لم يرتادوا الجوامع والمراكز الدينية بل النوادي الليلية؟".