الماليزي بيتر فيلابان الأمين العام للاتحاد الآسيوي صديق قديم جداً توطدت علاقتي به أكثر وأكثر عام 1988 خلال نهائيات كأس الأمم الآسيوية السابعة التي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة... وهو في هذه الأيام كأم العروس المنشغلة بأمور كثيرة جداً تتعلق بيوم زفاف إبنتها. فالنهائيات هي الأولى المقامة في آسيا ومنها ستزف "الكأس" الى عريسها الجديد. لكنه وعلى رغم كل هذه المشاغل، لم يبخل على القراء بلقاء أعرب فيه عن بالغ سعادته بنجاح التنظيم الآسيوي أولاً، ونتائج المنتخبين الكوري الجنوبي والياباني ثانياً. ورأى فيلابان ان "هذا النجاح يجعلنا نطمح الى استضافة المونديال مجدداً، وأعتقد ان أنسب وقت لذلك سيكون في عام 2014 وتحديداً في الصين... فهي تستضيف نهائيات كأس العالم للسيدات العام المقبل، ثم كأس الأمم الآسيوية في العام التالي، قبل ان تنظم دورة الألعاب الأولمبية عام 2008... ولذا سيكون من المناسب جداً ان تحظى بتنظيم مونديال 2014. وأضاف: "لقد تحدثت اخيراً مع المسؤولين الصينيين حول الموضوع، وسأتباحث في الامور بتوسع مع رئيس الاتحاد المحلي وأعضائه الشهر المقبل. وما يزيد من حماستنا جميعاً ان الصين وفي ظل الاصلاحات التي تشهدها حالياً، ستصبح قوة اقتصادية حقيقية، ما يزيد من احتمالات موافقة اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي على منحها حق الاستضافة". وأكد الأمين العام للاتحاد الآسيوي انه "سيتوافر للصين المزيد من الملاعب التي تعدها الآن من اجل المناسبات الدولية التي ستستضيفها في الفترة المقبلة، كما ان البنية التحتية صارت على ما يرام. ويكفي ان شعبها الذي يبلغ تعداده بليوناً و300 مليون نسمة يعشق كرة القدم حتى النخاع، ويهمه طبعاً ان تستضيف بلاده هذا الحدث الكبير... وكل هذه الامور يمكن ان تؤثر ايجاباً في قرار اللجنة التنفيذية". ألمانيا 2006 ووفقاً لقرار الفيفا في شأن تنظيم نهائيات كأس العالم بنظام المداورة بين القارات، فإن اوروبا ممثلة في ألمانيا ستستضيف نهائيات عام 2006، وستمنح افريقيا حق تنظيم نهائيات 2010... فكيف سيعود المونديال الى آسيا قبل ان يقام في بقية القارات؟ أجاب فيلابان:"لقد اتخذ الفيفا فعلاً قرار المداورة، لكنه حتى الآن لم يضع الأسس والثوابت التي سيسير عليها. ولذلك فإن أمر استضافة مونديال 2014 لم يبت فيه بعد، ما يمنح آسيا فرصة كبيرة في الفوز بتنظيمه". وأوضح ان ثلاث دول فقط في القارة يمكنها استضافة المونديال بعد كوريا الجنوبية واليابان، وهي الصين وإيران والهند، "لكن الاخيرة تحديداً عليها ان تعمل كثيراً جداً من اجل ان ترفع مستوى اللعبة لديها، لأنه من غير المعقول ان تتقدم بطلب تنظيم النهائيات وهي لا تملك منتخباً يكون قادراً على المنافسة الجيدة في الدور الاول على الاقل". التنظيم المشترك شهد مونديال 2002 تغييراً جديداً في تنظيم النهائيات، اذ سمح للمرة الأولى لدولتين هما كوريا الجنوبية واليابان باستضافة هذا الحدث، وتباينت الآراء ما بين مؤيد ومعارض لفكرة تكرار هذا الأمر في مناسبات مقبلة... أما فيلابان فقال في هذا الصدد: "قبل ست سنوات لم يكن يعتقد الكثيرون من اعضاء الجمعية العمومية للاتحاد الدولي ان تنظيم دولتين للمونديال فكرة ناجحة، لكنهم عاشوا تجربة ولا أروع من خلال وجودهم في كوريا الجنوبية واليابان. ولذا تبقى فكرة التنظيم المشترك قائمة، ولن نتعجب اذا ما تقدمت تايلاند وماليزيا وسنغافورة وفيتنام بطلب للتنظيم المشترك مثلاً. والواقع يؤكد ان المسافة بين المدن الرئيسة في هذه الدول لا تبعد أكثر من ساعتين بالطائرة، وهو زمن أقل بكثير من قطع المسافة بين مدينة وأخرى في الولاياتالمتحدة مثلاً. لكن على هذه الدول ايضاً ان تطور منتخباتها أولاً، ثم تبقى حكماً مشكلة تأهيل المنتخبات الأخرى، لأنه اذا كانت هذه الدول ستقتطع اربعة مقاعد من دون تصفيات... فكيف ستقسم المقاعد ال28 المتبقية؟". مقعد آسيوي خامس وأشار فيلابان الى ان العروض القوية التي قدمتها كوريا الجنوبية واليابان والنتائج المبهرة التي حققتها الأولى تحديداً، عززت من مطلب الاتحاد الآسيوي بتخصيص خمسة مقاعد لهذه القارة الشاسعة "وحتى قبل هذه النتائج أكدنا على الفيفا ان آسيا تستحق خمسة مقاعد، والآن أظهرنا اننا منحنا الكرة العالمية مزيداً من التألق وبات من حقنا شرعاً ان يتحقق مطلبنا. وأعتقد ان هذا المقعد الإضافي لا بد من ان يقتطع من حصة أميركا الجنوبية لأنه ليس من المعقول ان تتأهل خمسة منتخبات من بين عشرة فقط تتنافس في تصفيات تلك القارة!".