"النهائي الحلم"... هو أنسب ما يقال عن اللقاء الذي سيجمع بين منتخبي البرازيلوألمانيا في الحادية عشرة من صباح اليوم بتوقيت غرينتش على ملعب يوكوهاما الدولي في اليابان في ختام نهائيات كأس العالم السابعة عشرة لكرة القدم وتسبقه حفلة الختام في التاسعة والنصف. ...النهائي حلم لأسباب كثيرة في مقدمها انه لم يكن هناك ألماني واحد يتوقع ان يصل منتخب بلاده الى قمة مباريات هذا المونديال قياساً الى ظروف تأهله الصعب عبر الملحق الأوروبي، ثم ان البرازيل ذاتها دخلت هذه النهائيات وهي تحتل المركز الثالث على لائحة الترشيحات بعد الأرجنتين وفرنسا. وهو حلم ايضاً لأن الفائز به سيحقق رقماً قياسياً جديداً، فاذا فازت البرازيل حصلت على لقبها الخامس وعززت موقعها في الصدارة، واذا خسرت فإن المانيا ستحصد لقبها الرابع وتعادل الرقم العالمي. لكن بعيداً من الاحلام، تدرب المنتخبان امس في يوكوهاما. وفي وقت سمح المدرب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري للصحافيين بحضور التدريب بأكمله، وافق المدرب الألماني رودي فولر على منحهم 15 دقيقة في بداية المران. واللافت ان المباراة تحظى باهتمام رسمي واسع لدى اليابانيين وسيحضرها الامبراطور اكيهيتو وزوجته، وعدد كبير من افراد الاسرة الامبراطورية... كما سيحضرها رئيس الوزراء جونيشيرو كويزومي مع ضيفه الرئيس الألماني غيرهارد شرودر والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني. لكن الغريب ان غالبية اليابانيين لا تبدي اي اهتمام بهذا اللقاء، وربما لا يعرف كثر منهم ان بلاده تستضيف اليوم اهم مباراة في أهم حدث رياضي في العالم! على أي حال، لم يختلف تدريب البرازيليين عن المعتاد. واقتصر الأداء على تركيز اللعب في وسط الملعب خصوصاً بعد عودة رونالدينيو لشغل مركزه كلاعب وسط مهاجم بعد ان أنهى فترة ايقافه. وبدا واضحاً ان سكولاري سيسمح لريفالدو بالتقدم المستمر خلف رونالدو لتلقي الكرات من خط الوسط. ونبه المدرب غير مرة خلال التدريب الى ابقاء الكرة على الارض أطول وقت ممكن للتغلب على التفوق الألماني في ألعاب الهواء، وطلب من جونينيو تحديداً، الذي يبدو انه سيبدأ به المباراة، ان يكثر من محاولات التوغل من العمق من دون كرة لارباك الدفاع الألماني في وقت يتقدم الظهيران كافو وروبرتو كارلوس على الاطراف لتشتيت انتباه المدافعين الألمان واتاحة الفرصة امام رونالدو وريفالدو ورونالدينيو للتخلص من الرقابة اللصيقة التي من المتوقع ان تفرض عليهم. كما طالب من روبرتر كارلوس وكليبرسون وريفالدو بإكثار التسديد من خارج المنطقة تحسباً للتكتل الدفاعي المتوقع من جانب الألمان، وأعطى مطلق الحرية لرونالدو ليتصرف وفقاً لمتطلبات اللعب. وقال ريفالدو خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب التدريب وحضرته "الحياة"، انه لا يهتم إطلاقاً بالحصول على لقب الهداف. "كل ما أركز عليه الآن هو فوز بلادي بالكأس". واضاف: "كثيرون يؤكدون اننا لو فزنا سنؤكد اننا منتخب كبير لأن ألمانيا قوة عظمى في عالم كرة القدم، لكنني اعتقد ان هذا غير صحيح... لأننا لو كنا التقينا كوريا الجنوبية أو اليابان في المباراة النهائية لما اختلفت قط قيمة الفوز باللقب". ورداً على ما قاله نجم الكرة الألمانية الأشهر فرانتس بكنباور من انه في حال امتداد المباراة الى الوقت الاضافي فإن ذلك سيصب في مصلحة بلاده، قال ريفالدو: "لا اعتقد ابداً، وإذا امتدت المباراة فستكون الفرص متساوية ايضاً... لكننا ننوي على اي حال إنهاءها في وقتها الاصلي. لكن يبقى ان أؤكد انه اذا سجلت المانيا أولاً فإن ذلك سيزيد من صعوبتها لأنها تحسن اغلاق منطقتها الدفاعية في مثل هذه الاحوال، لذا سنبذل قصارى جهدنا لتفادي مثل هذا الموقف". ومن جهته، قال روبرتو كارلوس: "أتمنى ان يكون الفوز من نصيبنا، وآمل بأن أهز الشباك الالمانية باحدى تسديداتي الصاروخية. لكن يجب الا ننسى اننا سنواجه منتخباً خطيراً فعلاً يتميز مهاجموه بإجادة ألعاب الهواء، ولذا فهم يعمدون الى عكس الكرات العالية كثيراً امام المرمى وهذا سيزيد حكماً من صعوبة مهمة المدافعين". وأوضح جونينيو: "اعتقد أنني سأكون من بين عناصر التشكيلة الاساسية،ويبقى المهم هو ان نحمل الكأس الذهبية الى ريو دي جانيرو. المهمة قطعاً صعبة لأنه من المتوقع ان يلعب الالمان بالمستوى الذي ظهروا عليه في المباريات السابقة، وأكدوا من خلاله انهم منتخب يمكنه تحقيق الفوز في أي وقت". أما الحارس ماركوس، فقال: "سنبذل كل جهد في هذه المباراة التاريخية. لا أعرف حتى الآن من سيمثل المنتخب الالماني وخصوصاً الهجوم، لكن علينا ان نكون حذرين من الكرات العالية في قلب المنطقة الدفاعية لأنها ستشكل خطورة على مرمانا". في المقابل، ينتظر ان يعتمد فولر الضغط السريع والمباشر على الخصم، خصوصاً في منطقة المناورات في منتصف الملعب لانتزاع الكرة قبل ان تقترب من منطقته الدفاعية بفعل الاختراق البرازيلي السريع. وأكثر ما يؤلم المنتخب الألماني ان نجمه ميكايل بالاك الذي سجل هدف الفوز على كوريا الجنوبية في الدور نصف النهائي سيغيب عن اللقاء بسبب الايقاف، وينتظر ان يحل محله ينس يريميز. ورأى فولر ان امام منتخب بلاده فرصة كبيرة يجب الا يهدرها. "لقد تجاوزنا كل التوقعات ووصلنا الى مباراة القمة، وإذا بقينا متقاربين في الملعب واحتفظنا بالكرة أطول وقت ممكن يمكننا ان نفوز باللقب. علينا ان نركز على اغلاق المساحات امام البرازيليين، وحرمانهم من استثمار مهاراتهم الفردية التي يتمتعون بها". واللافت ان اللاعبين الثلاثة الذين يحتلون المراكز الأولى على لائحة الهدافين وهم رونالدو 6 اهداف وريفالدو 5 وميروسلاف كلوزه 5، سيشاركون في لقاء اليوم، وأمام كل منهم فرصة جيدة للفوز باللقب. وينتظر ان يمثل البرازيل ماركوس، وكافو ولوسيو وروكي جونيور وروبرتو كارلوس، وجيلبرتو سيلفا وكليبرسون ورونالدينيو وجونينيو، وريفالدو ورونالدو. وأن يمثل المانيا أوليفر كان، وتوماس لينكه وكريستوف ميتزلدر وكارستن راميلوف وتورستن فرينغز، برند شنايدر وينز يريميز وديتمار هامان وماركو بوده، وميروسلاف كلوزه واوليفر نيوفيل. ويدير المباراة الحكم الايطالي بيير لويجي كولينا ويعاونه السويدي ليف ليندبرغ والانكليزي فيليب شارب.