قال رئيس "مجموعة الأحمر للصناعة والتجارة" رئيس مجلس إدارة الشركة "اليمنية للهاتف النقال" سبأفون حميد عبدالله الأحمر انه بدأ إجراءات رفع قضية أمام المحاكم اليمنية ضد شريكه رئيس مجموعة "أوراسكوم تيليكوم" المصرية نجيب ساويروس، بسبب ما أسماه "إخلال بالعقود المبرمة والإضرار بمصالح الشركة والمساهمين فيها". وأوضح ل"الحياة" أمس أن ساويروس كبد "سبأفون" خسائر لا تقل عن 10 ملايين دولار كانت مرشحة للتضاعف لولا التدخل في الوقت المناسب وإنقاذ أوضاع الشركة التي سحب ساويروس موظفيها الأجانب المعينين بواسطته خلال يوم واحد في عطلة رأس السنة الميلادية. وشرح الأحمر بدايات الخلاف مع ساويروس بقوله: "فوجئنا من البداية أن الهم الأول للسيد نجيب ساويروس هو السيطرة على أوضاع الشركة والرغبة في امتلاك أكبر نسبة تؤهله لذلك، ومن أجل هذا لم يتوان عن الإضرار بمصالح الشركة والضغط على الشركاء للرضوخ ومنحه نسبة لا تقل عن 51 في المئة، مع أننا في البداية ومنذ أن طلب الدخول معنا في المشروع وافقنا له فقط على 32 في المئة وتم تأسيس الشركة بموجب ذلك، علماً أنه حصل على الإدارة بناء على رغبته من دون أن يكون له الحق في ذلك". وأكد رئيس شركة "سبأفون" أنه "بسبب ساويروس تأخرت سبأفون في إطلاق الخدمة 4 شهور إذ كان مقررا لها أن تبدأ في تشرين الثاني نوفمبر 2000 لكنها لم تُدشن فعلياً إلا في آذار مارس 2001، وكان التأخير محاولة ضغط منه علينا لنقبل بزيادة حصته". وقال الأحمر: "توالت واستمرت الاشكالات وتنوعت أساليب الضغط، وبالاضافة الى التباطؤ المتعمد في عملية الانتشار تضخمت المصاريف بشكل لافت وتعطلت اجتماعات مجلس الادارة وامتنعت أوراسكوم عن سداد حصتها الباقية في أقساط رأس المال، وتراجعت مكانة الشركة في السوق ما اضطرنا الى اتخاذ الاجراءات القانونية الكفيلة بايقاف ذلك والحفاظ على مصالح الشركة". واضاف: "بدأنا كشريك محلي، يملك الحصة الأكبر، عبر الاجراءات القانونية بمسك زمام الأمور وضخ الاستثمارات اللازمة لضمان استمرار نمو الشركة، ولم نكن نتصور أن يقابل الأخ نجيب ذلك بمحاولة وقف نشاط الشركة والقضاء عليها من خلال سحب 31 شخصاً من إدارتها الأجنبية في يوم واحد". وتراجعت حصة "أوراسكوم" في "سبأفون" حالياً إلى 18 في المئة فقط بعدما زادت الشركة رأس مالها لمواجهة التوسع في الأعمال وتلبية الطلب في السوق اليمنية. وتملك مجموعة هائل سعيد أنعم اليمنية نسبة 6.5 في المئة من المشروع كما تملك شركة "اتحاد المقاولين العالمية" نسبة 5 في المئة وارتفعت حصة "مجموعة الأحمر" فيها إلى نحو 54.5 في المئة. ووصف الأحمر تجربته مع نجيب ساويروس بانها "لم تكن موفقة على رغم تقديره لرجال الأعمال المصريين" معتبراً أن الخلافات والمشاكل التي تواجه "أوراسكوم" في سورية وغيرها "تدلل على سلوك يتسم بالرغبة في السيطرة أو تدمير الشركة وإعاقة العمل وعدم الوفاء بالالتزامات". وشهد رئيس الوزراء اليمني عبدالقادر باجمال جلسة ودية بين الأحمر وساويروس في الشهور الماضية تم الاتفاق فيها على أن تشتري "مجموعة الأحمر" حصة "أوراسكوم"، وأن تمنحها أرباحا في المشروع بنسبة تصل إلى 100 في المئة لكن الاتفاق تعثر قبل التوقيع عليه. وفسر الأحمر فشل الاتفاق الودي بسبب ما أسماه "اختلاق عراقيل ومعوقات كلما تم الوصول إلى اتفاق مما أدى إلى تعطيله". وتنظر إحدى المحاكم في لندن في الخلاف الدائر بين الطرفين بالإضافة إلى استئناف "مجموعة الأحمر" للقضية التي رفعتها ضد "أوراسكوم" مطلع السنة في صنعاء وكانت جمدتها خلال المفاوضات الودية برعاية رئيس الوزراء اليمني. وتفيد بيانات "سبأفون" أن عدد مشتركيها ارتفع من 50 ألفاً بداية السنة الجارية إلى 140 ألفاً حالياً كما زادت مواقع التغطية من 60 إلى 130 موقعاً. وأن الشركة تغطي الآن 16 محافظة يمنية وتخطط لاستكمال تغطية المحافظات الأربع الباقية وهي المهرة وشبوة وأبين والبيضاء الشهر المقبل، مشيراً إلى أن ما بين 60 و70 في المئة من سكان اليمن في التجمعات الرئيسية تصل إليهم خدمات الشركة. وتأمل إدارة الشركة رفع عدد المستهلكين إلى 300 ألف نهاية سنة 2003 وإلى نحو نصف مليون شخص في غضون السنوات الأربع المقبلة. وتفيد احصاءات "سبأفون" أن استثماراتها إلى الآن في المشروع تراوح بين 100 و120 مليون دولار سترتفع نهاية السنة المقبلة إلى 150 مليون دولار. وقال الأحمر ان شركة "سبأفون" استعادت بالفعل مكانتها في السوق اليمنية واستعادت ثقة المستهلك وحققت نتائج متميزة على رغم مخاوف المراقبين من جراء الخلاف الذي نشب بين الشركاء ولم يكن له تأثير على أداء ووضع الشركة.