تجري مجموعة «اوراسكوم تيليكوم» المصرية مفاوضات غير معلنة لشراء حصص في شركة «ميديتيل»، الشركة الثانية للهاتف الخليوي في المغرب، بعد قرار «تيليكوم برتغال» بيع حصتها في الشركة، البالغة 32 في المئة، والتفرغ لاستثماراتها في جنوب القارة الأميركية. ونُقل عن مسؤولين في «أوراسكوم»، عزمها على التوسع في شمال إفريقيا، حيث تملك استثمارات في كل من تونس والجزائر، ورغبتها في حيازة الحصص البرتغالية في الشركة المغربية التي تأسست في 2000 ، بشراكة مع مجموعة «تيليفونيكا» الإسبانية. وأعلنت مصادر مطلعة ان مجموعة «فينانس كوم» المالية المملوكة من عثمان بن جلون، ترغب أيضاً في شراء الحصص البرتغالية في «ميديتيل» لرفع مساهمتها الى 50.3 في المئة، على أن تحافظ «تيليفونيكا» على حصة 32 في المئة وصندوق الإيداع والتدبير (سي دي جي) على 17.7 في المئة. وتربط المجموعة المالية المغربي، التي يتبع لها البنك المغربي للتجارة الخارجية، قرار زيادة المساهمة بحق الشفعة الذي يمنح الأولوية للمساهمين في حال خروج أحد الأطراف. وأوضح بن جلون أن «ميديتيل» لن تشهد «مفاجأة في تركيبة المساهمين أو تغييراً في الإدارة المشرفة»، في إشارة ضمنية الى رغبته فيها. وعزت «تيليكوم برتغال» تراجع أرباح الشركة، إلى قرراها بالانسحاب والدخول في مفاوضات مع «اوراسكوم» لبيع حصصها والانتقال الى أميركا اللاتينية، بعد ظهور خلافات حول التسيير. ولفتت مصادر إلى أن إتمام الصفقة كان مرتقباً منتصف الشهر الجاري بعد تحديد القيمة الرأسمالية للشركة، وأُسندت مهمة التقويم إلى مصرف «مورغان ستانلي» الأميركي. وتحوز «ميديتيل» على 34 في المئة من مجموع شركات الهواتف الخليوية في المغرب، وهي تقترح خدمات متطورة منها الانترنت المحمول وأنظمة «جي 3 زائد». ويتنافس عدد من الشركات العربية للدخول إلى سوق الاتصالات المغربية الأكبر في شمال إفريقيا، والثانية قارياً بعد جنوب إفريقيا بنحو 27 مليون خط خليوي. وكانت مجموعة «زين» الكويتية اشترت ثلث رأس مال شركة «وانا» للاتصالات التابعة لمجموعة «أونا» العملاقة في صفقة قدرت بنحو 320 مليون دولار. يذكر أن «اوراسكوم» تأسست عام 1998 ويملكها نجيب ساوريس، ولها نشاطات في عدد من الدول العربية والإفريقية والآسيوية، أهمها مصر وباكستان وتونس والجزائر وبنغلادش وزيمبابوي وبوروندي وافريقيا الوسطى وناميبا وغيرها.