حين جلست في مقصورة الاعلاميين في ملعب "كأس العالم" في سيول، دار في ذهني سؤالان أثناء حفلة الافتتاح: ماذا لو فازت السنغال على فرنسا؟ وهل سيعني ذلك ان موقف حاملة اللقب سيتأزم؟ وقفزت الاجابة سريعاً الى ذهني أيضاً: لن يحدث شيء، فالكبار كبار حتى لو خسروا في البداية، ثم من قال أصلاً ان السنغال الضيفة الجديدة على هذا المحفل العالمي وفي أول مباراة لها يمكن ان تهزم أبطال العالم... غير ممكن طبعاً. ومرّ الوقت وفازت السنغال، فقلت: ماذا يهم... الكاميرون فازت في افتتاح مونديال عام 1990 في ايطاليا على الارجنتين حاملة اللقب حينذاك، بيد ان الأخيرة خاضت المباراة النهائية أمام ألمانيا... وهكذا ستفعل فرنسا. ثم جاءت مباراتها الثانية مع أوروغواي التي انتهت بالتعادل السلبي، فقلت لنفسي مرة ثانية: غياب نجم النجوم زين الدين زيدان أثر في شكل واضح، وحين يلعب في المباراة المقبلة أمام الدنمارك سيحسم الموقف وسيبقي الأبطال تحت الأضواء لا محالة. وحان موعداللقاء المنتظر والعالم كله يترقب كيف سينقذ زيدان فرنسا، وكيف تنقذ هي نفسها؟ والواقع ان لا زيدان فعل شيئاً، ولا منتخبه أظهر انه يستحق البقاء في هذه المعمعة العالمية... خسرت فرنسا، ليس نقاط المباراة فحسب، وإنما كل شيء بدءاً من اللقب والكأس الذهبية الى السمعة والصيت والغنى... مروراً بجملة لاعبين لن ترتدي زي المنتخب اطلاقاً بعد يوم أمس. منتخب فرنسا أظهر منذ اليوم الأول انه يفتقر الى أمور كثيرة أخرى غير زيدان، يفتقر الى الروح العالية التي ميزت أداءه عبر السنوات الماضية... ويفتقد التجانس بين خطوطه الثلاثة، وما زاد وفاض ان المهاجمين المشاهير غابت عنهم اللمسة الأخيرة اللازمة لهز شباك المنافسين فخرجت فرنسا من دون نقاط ومن دون اهداف. وفي الجانب الآخر، وعد الدنماركيون فصدقوا وقدموا مباراة هجومية ولا أحلى. وسجلوا هدفين من طريق دينيس روميدال 22 ووبوم دال توماس 67 قضوا بهما على كل احلام عناصر المنتخب الفرنسي وجميع من حلموا معهم من خارجه. واعترف المدرب روجيه لومير ان منتخبه لم يكن يستحق التأهل، وأكد انه لم يحدد موقفه لجهة البقاء على رأس الجهاز الفني الفرنسي. وبدا زيدان محبطاً للغاية، ولم يعرف كيف يشرح الأسباب التي أدت الى خروج بلاده باكراً "علينا ان نطوي هذه الصفحة السوداء في تاريخ الكرة الفرنسية، وأن نفكر في المستقبل"! وإذا كان خروج فرنسا قد أذهل العالم، فإن الأكيد ان مفاجأة تأهل السنغال في المرة الأولى التي تشارك فيها في المونديال قد هزته تماماً. ونجح السنغاليون في نيل هذا الشرف بعد ان تعادلوا مع أوروغواي 3-3 في واحدة من أفضل المباريات التي شهدها المونديال حتى الآن. وسجل خاليلو فاديغا وبابا بوبا ديوب هدفان أهداف السنغال الثلاثة، في حين سجل لأوروغواي ريتشارد موراليس ودييغو فورلان والفارو ريكوبا. يذكر ان فرنسا اعتبرت حاملة اللقب الاولى التي تودع المنافسات من الدور الاول في تاريخ البطولة.