الكويت، المنامة - "الحياة" - وجه وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد تحذيرا جديدا امس الى نظام الرئيس العراقي صدام حسين الذي اتهمه بالاستمرار في تطوير الاسلحة المحظورة، ونصح الكويت بأن لا تبني آمالاً على المصالحة معه. وصرح رامسفيلد للصحافيين قبل مغادرته الكويت متوجها الى البحرين، المحطة الثانية في جولته الخليجية، ان "الحكومة الاميركية تعتقد منذ سنوات ان تغيير النظام هو الحل في العراق ... وان نظام صدام حسين عامل عدم استقرار" في المنطقة. وأكد ان النظام العراقي لا يشكل "نموذجاً لحسن التصرف" وانه يأمل في ان يطاح به خلال ولايته في البنتاغون. وأضاف رامسفيلد: "اعتقد ان معظم الناس في المنطقة وفي العالم يقرون بأن العالم سيكون في حال افضل من دون هذا النظام". وشكك وزير الدفاع الاميركي في جدية الارادة العراقية في اجراء تقارب مع الكويت، ورداً على سؤال حول ما اذا كان على الكويت الترحيب بجهود التقارب التي يبذلها العراق وبدأت خلال القمة العربية في بيروت في آذار مارس، قال رامسفيلد ان "الامر يعود للكويت". واضاف: "اذا ما طلب رايي اقول انه كأننا ندعو الاسد لمعانقة دجاجة". ومضى يقول: "ما كانت نتيجة تعبير العراق في الماضي عن حسن نيته حيال الدول المجاورة له؟ كانت النتائج ضئيلة". وأكد رامسفيلد ان العراقيين لا يزالون يحاولون تطوير اسلحة الدمار الشامل وقال: "ان لديهم برنامجا نشطا لتطوير اسلحة نووية. ومن الواضح ايضاً انهم يطورون بنشاط اسلحة جرثومية" وانهم استخدموا اسلحة كيماوية ضد السكان الأكراد في الثمانينات. اسلحة الدمار الشامل وقال رداً على تأكيدات بغداد انها غير مهتمة بالحصول على مثل هذه الاسلحة "انهم يكذبون". واضاف انه لا يمكن الوثوق بالادعاء العراقي بعدم حيازة اسلحة دمار شامل او عدم الاهتمام بالحصول عليها. واكد ان البيان العراقي "تزييف، وغير صحيح وغير دقيق"، معتبراً أن العراق لا يزال يشكل عامل عدم استقرار في منطقة الخليج. وكان متحدث باسم وزارة الخارجية العراقية اكد اول من امس ان "العراق حافظ على التزاماته في مجال نزع السلاح، واكد في اكثر من مناسبة ان ليس من اهتمامه الدخول في نادي التسلح بأسلحة الدمار الشامل بعد ان غادره نهائيا اوائل عام 1991 ... وانه بموجب اتفاقية الضمانات بين العراق والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومعاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية يواصل العراق اداء التزاماته ومن ذلك استقباله لفرق التفتيش والتحقق التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية". وأعلن رامسفيلد الذي التقى أمير الكويت الشيخ جابر الاحمد الصباح امس انه "اجرى محادثات جيدة مع المسؤولين الكويتيين حول مواصلة الحرب على الارهاب". اعتدة جديدة وأكد رامسفيلد ان الولاياتالمتحدة ارسلت الى المنطقة مزيداً من العتاد العسكري والاسلحة لاستخدامها في الحرب على الارهاب التي بدأتها في افغانستان في تشرين الاول اكتوبر. وأشارت مصادر دفاعية الى ان زيادة حركة الشحن للجيش الاميركي في المنطقة أخيرا تعزز التكهنات بأن العملية العسكرية ضد العراق اصبحت وشيكة. وتابع رامسفيلد: "بدأنا عملية ارسال مزيد من الذخيرة بطرق ملائمة بما في ذلك هنا الكويت ونحن نتبع هذا الاسلوب في الوقت الراهن". وقال رامسفيلد من جهة اخرى انه بحث في الكويت مصير نحو 21 كويتياً من بين الاسرى الذين تحتجزهم الولاياتالمتحدة لاتهامها اياهم بأنهم من مقاتلي واعضاء تنظيم القاعدة وحركة طالبان التي كانت تحكم افغانستان. واردف قائلاً: "دعونا ممثلين من الحكومة الكويتية للزيارة ولقاء الافراد الذين اعتقلناهم في افغانستان خلال الصراع". وذكر ان الغرض من الزيارة الى قاعدة غوانتانامو بكوبا سيكون المساعدة على جمع المعلومات. وقال بعض اقارب المحتجزين الكويتيين ان الرجال كانوا يشاركون في العمل الخيري بباكستان وافغانستان ولم يتورطوا في "الارهاب". وفي المنامة التقى رامسفيلد ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة وبحث معه في التطورات العربية والاقليمية. ومن المقرر ان يتفقد القوات الاميركية المتمركزة في البحرين قبل ان ينتقل اليوم الى الدوحة المحطة الاخيرة في جولته الخليجية.