ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أمس ان الادارة الاميركية تصوغ سياسة عسكرية رسمية تتبنى مبدأ الضربات الوقائية ضد الارهابيين والدول المعادية التي تملك اسلحة دمار شامل. فيما اتهم مسؤول في منظمة الصحة العالمية الأميركيين بالتمهيد لاستخدام سلاح نووي ضد العراق. واعلن سناتور اميركي ان معلومات عدة متعلقة بهجمات 11 ايلول سبتمبر برزت في الايام القليلة الماضية، ودعا الى معاقبة المقصرين. نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين كبار في الادارة الاميركية قولهم إنها تتجه الى مبدأ استراتيجي جديد يبعد كثيراً من سياسة حقبة الحرب الباردة التي تقوم على الردع والاحتواء وسيكون جزءاً من اول "استراتيجية للامن القومي" تضعها الادارة والتي يتوقع ان تنشر تفاصيلها في الخريف. ونقلت الصحيفة عن احد المسؤولين ان الوثيقة ستضيف وللمرة الأولى تعبير "الوقائي" و"التدخل الدفاعي" كخيارات رسمية لضرب دول معادية او جماعات تبدو عازمة على استخدام اسلحة الدمار الشامل ضد الولاياتالمتحدة. وتحدث الرئيس جورج بوش عن التوجه الاستراتيجي الاميركي في خطاب ألقاه في الأكاديمية العسكرية الاميركية مطلع الشهر الجاري وقال ان قادة المستقبل العسكريين يجب ان يكونوا مستعدين لتوجيه ضربات وقائية في الحرب ضد الارهاب وللتعامل مع تحذيرات غير مسبوقة من امكان حدوث هجمات كيماوية او بيولوجية او نووية من "الارهابيين والطغاة". ونقلت "واشنطن بوست" عن مسؤولين يضعون الخطوط الرئيسة للاستراتيجية الجديدة ان الولاياتالمتحدة اضطرت للذهاب الى ابعد من الردع بعد هجمات ايلول نظراً الى المخاطر التي تشكلها الجماعات الارهابية والدول المعادية التي تؤيدها. النووي ضد العراق وقال مدير المركز الاوروبي للبيئة والصحة في المنظمة غونتر كلاين في بيان ادلى به في بون ان الاخطار الراهنة من استخدام السلاح النووي لا تأتي فقط من باكستان والهند "وانما ايضاً من الولاياتالمتحدة حيث توجد اشارات بأنها في اطار الحملة الدولية ضد الارهاب، على استعداد على ما يبدو لاستخدام اسلحة نووية محدودة الحجم ضد العراق وفي افغانستان". وقال كلاين ان اعتداءات 11 ايلول سبتمبر الماضي، ادت الى اعادة التفكير في امكان استخدام السلاح النووي لايجاد حلول للأزمات، مضيفاً ان مثل هذه الحسابات خطرة جداً ولا يمكن القبول بها. وتابع انه سيكون من الصعب جداً تأمين العلاج الكافي للأشخاص الذين سيصابون بالشعاع النووي، كما لن يكون من الممكن تقدير النتائج السلبية على الصحة العامة في حال تفجير قنابل نووية ولو صغيرة الحجم. معلومات جديدة من جهة أخرى، أعلن رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي السناتور بوب غراهام ان معلومات عدة متعلقة بهجمات 11 ايلول سبتمبر برزت في الايام القليلة الماضية فيما تحقق لجان الاستخبارات البرلمانية في الكونغرس حول اسباب فشل اجهزة الاستخبارات الاميركية في تفادي هذه الهجمات. وقال غراهام لشبكة "سي.بي.اس" الاميركية ليل أول من أمس: "نستقبل عدداً كبيراً من الاشخاص يأتون الينا مباشرة او يرسلون الينا وثائق تحتوي على معلومات لم تكن معروفة من قبل". وأضاف انه بات من الواضح ان "بعض الناس يتعين عقابهم نتيجة ما اقترفوه قبل 11 أيلول". وجاءت هذه التصريحات اثر شهادة ادلى بها الخميس الماضي امام اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، احد عناصر مكتب التحقيق الفيديرالي اف.بي.اي كولين رولي التي اتهمت ادارتها بتجاهل تحذيراتها قبل 11 ايلول. وقال غراهام ان شهادة رولي "شجعت البعض" على الادلاء بشهادتهم. وقال بول اندرسون الناطق باسم غراهام: "يتم الاتصال بنا هاتفياً او عبر البريد الالكتروني او شخصياً لإمدادنا بمعلومات اضافية يعتقد الاشخاص الذين يقدمونها انه تم تجاهلها". لكنه اقر بأن ليست هناك معلومات تبلغ اهميتها شهادة رولي او مذكرة احد عناصر "اف.بي.اي" في فينيكس اريزونا الذي حذر في تموز يوليو الماضي من امكان قيام عناصر من شبكة "القاعدة" بالتدريب في الولاياتالمتحدة بهدف ارتكاب اعتداءات.