يعتبر الأطباء أن الكليتين من أهم أعضاء الجسم، إذ من خلالهما يتخلص الجسم من السموم والكيماويات، وإذ أصيبت الكليتان بالمرض تأثر الجسم كله وتأثر القلب على وجه الخصوص، وإذا ارتفع ضغط الدم الشرياني أو اذا تعرض القلب لهبوط في الوظيفة أو خلل به أدى ذلك إلى تأثر الجسم كله على وجه العموم والكليتين على وجه الخصوص. وأمراض الكلى كثيرة ومختلفة من حيث السبب وشدتها وتأثيرها على وظائف الكلى، ومن أهم هذه الأمراض التي تصيب الكلى أمراض تأتي بسبب العدوى، أو البلهارسيا، أو أمراض وراثية وبيئية، أو تأتي عن طريق الاستخدام السيئ للأدوية غير الموصوفة طبياً، أو عن طريق مرض السكري أو حتى ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم، بالإضافة إلى أمراض القلب أو الأنسجة التي تعرف بالضامة. ومن الأعراض المصاحبة للمرض التي تظهر على المريض هي الشعور بالتعب والإرهاق الجسدي والذهني وقلة الشهية للطعام وصعوبة في التنفس والضعف الجنسي وظهور حكة أو كثرة التبول، كما أن المريض قد يصاب بفقر في الدم أو ارتفاع في ضغط الدم والتهاب في الأعصاب الطرفية ونتيجة لنقص فيتامين د بصورته النشطة يصاب المريض بلين في العظام يبدو واضحاً. ويدرك الأطباء أن للكليتين أيضاً دوراً كبيراً في تنظيم ضغط الدم. وهناك جانب واحد معروف وهو أن لفظ الكميات الزائدة من الصوديوم الملح والماء، يقلل من ضغط الدم. وإضافة إلى ذلك فإن الكليتين تنتجان الرينين وهو هرمون يساعد في تنظيم انقباض الشرايين، ولذلك ينظم ضغط الدم. ولكن، وبينما تساعد الكليتان السليمتان في الحفاظ على ضغط الدم في مستواه الطبيعي، فإن الكليتين المريضتين يمكنهما أن تقودا إلى الإصابة بضغط الدم المرتفع. وتشير التقارير الطبية أن مرض القلب قد يؤهل المصاب به لأمراض الكلى فإن الكثير قد أصيبوا بالدهشة عندما ظهر أن العكس صحيح أيضاً، فأمراض الكلى هي أحد عوامل الخطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ومنها النوبة القلبية وعجز القلب، ومرض الشرايين المحيطية، ومرض الشريان السباتي وخثرات الأوردة الدموية العميقة. ومع تدهور وظائف الكلى فإن خطر أمراض القلب يزيد. وعلى رغم أن أمراض الكلى ليست مدرجة في قائمة عوامل الخطر على القلب فإن الأبحاث قد تغير ذلك، ولعل أمراض الكلى تقود إلى إضعاف قدرة الجسم على تنظيم وظائف الأوعية الدموية، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى إجهاد القلب. وتضيف التقارير: «إن من السهل عدم الالتفات إلى الكليتين بوصفهما عضوين صغيرين يقومان بمهمة تخليص الجسم من النفايات، بصنعهما للبول، إلا أن الحقيقة تكمن في أن الكليتين تلعبان دوراً أيضاً في تنظيم عمل الأوعية الدموية وضغط الدم، وفي تحفيز إنتاج خلايا الدم الحمراء، ومن المعروف أن أمراض الكلى شائعة وهي تقود في الغالب إلى حدوث فقر الدم، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض العظام. كما تقوي أمراض الكلى خطر أمراض القلب والوفاة المبكرة.