شهد معرض مسقط الدولي السابع للكتاب إقبالاً كبيراً في يومه الأخير، تجلى في توافد اكثر من مئة ألف زائر جاؤوا الى مركز عمان للمعارض منذ الصباح وحتى بعد منتصف الليل، مختتمين معرضاً ناجحاً استمر عشرة أيام وزاره قرابة نصف مليون زائر شكّل طلبة المدارس والكليات نسبة كبيرة منهم فالمعرض يعد مناسبة لتقريب الجمهور والطلاب والأطفال من الكتاب الذي يعاني انخفاضاً كبيراً في أسهمه. وأعرب المنظمون عن سعادتهم بهذا الإقبال مشيرين إلى أن المعرض حقق مبيعات جيدة ربما لم تكن متوقعة من معظم دور النشر، علماً أن عدداً من المؤسسات الحكومية والخاصة اشترت بمئات الآلاف من الريالات العمانية. وفي الوقت الذي خرج بعض الناشرين راضياً تمام الرضى عن حركة البيع فإن ناشرين آخرين أبدوا عدم رضاهم عن تلك المؤسسات التي لم تقترب منهم. البعض ارجع ذلك إلى أن دور النشر تلك تقدم كتباً لا تناسب احتياجات المؤسسات الحكومية وبخاصة تلك التي تقدم الكتب الفكرية الجادة. خالد المعالي من منشورات الجمل لم يبد إعجاباً كبيراً بحركة البيع والشراء لكنه أشار إلى حركة جيدة ملمحاً إلى أن سوق الكتاب العربي تشهد ركوداً اصلاً، وقدمت منشورات الجمل كتاباً عرف نجاحاً كبيراً وهو "مذكرات أميرة عربية" العربي وقد ترجم عن اللغة الام الألمانية التي كتبت بها هذه المذكرات وهي تحكي قصة أميرة عمانية ابنة أحد أهم سلاطين عمان وزنجبار أحبت ألمانياً وفرت معه وتزوجته وأنجبت منه أولاداً قدمت لهم هذا الكتاب سيرة لحياتها وفي ظنها أنها لن تعيش لتحكي لهم حكايتها. وضمن مئات النسخ التي أحضرها المعالي إلى معرض مسقط من هذا الكتاب لم يتبق إلا نسخ محدودة تنافس عليها وكلاء محليون على رغم ان وزارة التراث والثقافة في عمان قدمت قبل اشهر طبعة جديدة من هذه المذكرات نقلاً عن الإنكليزية، وربما يرجع الإقبال عليها نظراً للترجمة المباشرة من اللغة الام إضافة إلى تخوف الجمهور من بعض الحذف في الطبعة العمانية الصادرة عن مؤسسة رسمية. أما "دار الساقي" التي واجهت منشورات "الجمل" فقدّمت كتاب فريد هاليداي "ساعتان هزتا العالم" وسرعان ما نفدت نسخه ولم يتبق إلا القليل من الكتاب الذي وضعه عبدالله انس تحت عنوان "نشأة الافغان العرب"، وفي الأيام الثلاثة الأولى نفد كتاب "صدمة الاحتكاك". جناح مؤسسة رياض الريس شهد إقبالاً على عدد من الكتب ومنها كتاب "ظفار" و"صحافي ومدينتان" و"جدارية" محمود درويش. معرض هذا العام عرف تطوراً نوعياً على مستوى الكم والكيف، إذ فتحت ارض المركز كاملة للمعرض وكانت الخيام مخازن للكتب على عكس السابق. بعض دور النشر المهمة شكت اتساع رقعة المعرض مؤكدة ان هذه الزيادة جاءت لتبعثر المشترين اكثر وتقلل من نسبة الفائدة خصوصاً لدور النشر الجادة، اذ ان عشرات الآلاف من الطلبة حملوا كتب الاطفال من قصص وتربويات، فيما ازدهرت الكتب المنهجية الاخرى في المجال التربوي والفقهي، ووجدت كتب الحب والجنس قراءً زحفوا عليها لكن الوضع السياسي العالمي كان حرياً بأن يلغي نسبة من هموم اولئك ، وهذا ما اكدته الكتب الجادة التي نفدت قبل اختتام المعرض. عدد من الناشرين تحدثوا الى "الحياة" عن تسامح الرقابة مع عدد كبير من العناوين التي كانت محظورة في السنوات الماضية، وما زالت في عواصم عربية اخرى، مشيرين الى ان مسقط من العواصم العربية القليلة التي لا تضع قيوداً على الكتاب. شاركت في معرض هذا العام اكثر من 500 دار نشر من 19 دولة عبر اشتراك مباشر وخصص قسم للكتب الاجنبية. وكانت هناك اجنحة لجهات رسمية من السلطنة وخارجها كوزارة الاعلام ووزارة التراث والثقافة وجامعة السلطان قابوس والمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب الكويت والمجمع الثقافي ابوظبي... وللمرة الاولى اتاحت اللجنة المنظمة الاشتراك عبر موقع المعرض على الانترنت وعبره يمكن تعبئة استمارة الاشتراك ومعرفة قيمة الرسوم، وحددت ايضاً مواعيد المعارض المقبلة حتى العام 2006 .