سعى معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته هذه السنة الى إحدات تغيرات في تقاليده، هو الذي يعد حدثاً ثقافياً مهماً في عمان. وتلاحقت تصريحات المسؤولين عنه لترسخ مفاهيم التغيير والتطوير أملا منها في ضخ المزيد من الحيوية في أيامه التي امتدت عشرة أيام وتختتم اليوم (الجمعة) مع إحصاءات رسمية تشير إلى أكثر من ربع مليون زائر أمّوا أجنحة المعرض. ووسّع المعرض أجنحته ليضيف قاعة ضخمة أطلق عليها اسم الملاح العماني أحمد بن ماجد، إضافة إلى قاعتين اخريين هما العوتبي وابن دريد لتكون القاعات الثلاث متنفسا آخر للقاعة الرئيسة الكبرى، واستيعاب مشاركة أكثر من 500 دار نشر ومكتبة تمثل 25 دولة. وأرادت اللجنة المنظمة إحداث تغيير زمني في فترة المعرض الممتدة 10 أيام فعملت على نظام الفترة الواحدة لمدة 11 ساعة يومياً تبدأ في العاشرة صباحاً. وفيما أعلن الناشرون شكواهم من هذا التمديد خلال اليوم الواحد، فإن اللجنة المنظمة تجد في المعرض مناسبة عادة سنوية على رغم تبرم الناشرين من ضعف الإقبال وحركة الشراء. لكن تصريحاتهم حول عدم وجود تحفظات على أي كتاب بقيت معلقة بحيث أشار أكثر من صاحب دار نشر الى أن الكتب المتحفظ عليها سابقاً لم يجازف أصحاب الدور بإحضارها مرة أخرى. وقال ناشر في مركز دراسات الوحدة العربية أن موسوعة عمان السرية بقيت ممنوعة، وأن النسخ المباعة في معرض أبوظبي تنفد سريعاً. واشتكى ناشرون من ضعف التنسيق بين معارض الكتب العربية بخاصة في منطقة الخليج، فقبل أن ينتهي معرض مسقط يبدأ معرضان آخران في الرياضوأبوظبي، ويشيرون الى أن الأغلبية تركز على السعودية نظرا للقوة الشرائية. لكن ذلك لم يمنعهم من الإشادة بارتفاع سقف الحرية في معرض مسقط. وضمن برنامج معرض مسقط أحيا الشاعر اللبناني زاهي وهبي أمسية بعنوان «الشعر بين الحبر والضوء» وهي كانت الأبرز والأكثر حضوراً، وتحدث فيها وهبي عن علاقته بالشعر والتلفزيون، مشيراً إلى أن الصورة الإعلامية قد تخدم الشاعر لكنها ليست كل شيء، ولا بد من أن يكون المرء موهوباً ليتمكن من تسويق نفسه. وكان لافتاً تخصيص أمسية للشاعرات فقط من دون مزاحمة الشعراء الذكور، لكن هذه الأمسية الشعرية (النسائية) استطاعت إلى قدر كبير إعادة الجمهور إلى القاعة نظراً لوجود شاعرة ضيفة هي ميسون صقر القاسمي مع ثلاث شاعرات عمانيات هن فاطمة الشيدية وبدرية الوهيبية وهاشمية الموسوية. واحتفت جمعية «كتاب وأدباء عمان» بتدشين خمسة إصدارات لها، وتوزيع جوائزها السنوية على الفائزين بها. ففي مسابقة الرواية فازت رواية «الأشياء ليست في أماكنها» لهدى الجهوري، وفي مسابقة القصّة فازت مجموعة عبد العزيز الفارسي القصصية «وأخيرا استيقظ الدب»، فيما حصد خالد المعمري عن ديوانه «وحدك لا تسافر مرتين» جائزة الشعر، وفي مسابقة الأعمال النقدية والفكرية، فاز عمل عبد الله حبيب «مساءلات سينمائية»، أما مسابقة النص المسرحي فذهبت الى هلال البادي عن نصه «بروفة لاثنين».