الارجح ان اسم جون روبنسون بييرس ليس مألوفاً لدى القراء. لكن من لا يعرف كلمة ترانزستور؟ عن 92 سنة ملأى بالانجازات، توفي بييرس مخترع اسم الترانزستور الذي عشق الخيال العلمي وعزف الموسيقى، اضافة الى الهندسة الالكترونية. وقبل خمسين سنة اقترح بييرس اطلاق كلمة "ترانزستور" على آلة من نوع جديد. كانت الآلات الالكترونية تعمل آنذاك بواسطة لمبات الكاثود الكبيرة التي تحتوي على غاز الاوريغون. لكنّ مختبر "بيل" تحت اشراف صارم من العالم الشهير ويليام شوكلي، نجح في التخلص من اللمبات الثقيلة الوزن، والكبيرة الحجم التي تعطي حرارة قوية عند تشغيلها... مع أن كلّ ما تفعله هو التقاط تيار كهربائي ضعيف، ثم توجيهه ليسير في طريق محدد. وكل مجموعة من الطرق المكهربة، تعطي موجة من الالكترونات يمكن ان تتحول الى صورة او صوت. لذلك، فإن لمبات الكاثود كانت الاساس في اجهزة الراديو والكومبيوتر والتلفزيون القديمة. ثم صار كل ذلك جزءاً من الماضي، بعد اكتشاف الترانزستور في العام 1948. واذا كان دور بييرس في الترانزستور اقتصر على الاسم، فإن انجازاته في مجال تقنيات الاتصالات عبر الاقمار الاصطناعية تعتبر رائدة. فمنذ اوائل الخمسينات، لاحظ ان اجراماً تدور حول الارض، وترسل موجات من الالكترونيات الى اي مكان في العالم. وبدت ملاحظته خرقاء ومجنونة، فلم يصدقها يومذاك سوى اصدقائه من كتًّاب الخيال العلمي! لكنّ جون روبنسون بييرس عمل بعناد متمسّكاً بنظريّته... إلى أن جاءت، العام 1960، الفرصة التي انتظرها طويلاً. وحين اطلق مختبر "بيل" منطاداً مهمته توصيل الاشارات التليفونية على امتداد الولاياتالمتحدة، كانت يد بييرس هي التي صنعت التكنولوجيا التي مكنت من ايصال الصوت الى اي نقطة في اميركا.