الى رئيس تحرير جريدة "الحياة" يسعدني مخاطبتكم بالإشارة الى المقال الصادر بصحيفتكم الموقرة بتاريخ 30 آذار مارس 2002 الذي نسب فيه "استياء عربي من كلمة الأمين العام للأمم المتحدة امام قمة بيروت" الى مصادر عربية رسمية. وأرجو من صحيفتكم تقبل الرد التالي على المقال: برهن السيد كوفي انان الأمين العام للأمم المتحدة دائماً على احترامه وإعجابه بالدين الإسلامي الحنيف وأكد على إيمانه العميق بمساهمة الإسلام الكبرى في الحضارة الإنسانية. وفي هذا الاتجاه كثف الأمين العام جهوده مع الرئيس الإيراني محمد خاتمي في دعم مبادرة الحوار بين الحضارات التي اتخذت زخماً خاصاً واكتسبت اهمية كبرى خلال قمة الألفية في مقر الأممالمتحدة في نيويورك، والتي انطلق من خلالها العديد من الحوارات العامة في مختلف المحافل في العالم، والتي يؤمل ان تسهم في التقريب بين الشعوب والحضارات. من ناحية اخرى فإن الأمين العام السيد كوفي انان كان من اول الشخصيات الدولية الذين بادروا بالترحيب وبدعم مبادرة الأمير عبدالله ولي العهد السعودي حول السلام في الشرق الأوسط والتي اعتمدتها القمة العربية الأخيرة. كما دأب الأمين العام على دعم الدور الحيوي والمساهمة الفعالة للدول العربية عامة وبلدان مجلس التعاون الخليجي خصوصاً في توجهها السلمي والمعتدل ومقارباتها السديدة المختلفة التي شكلت عنصراً فعالاً في حل العديد من القضايا في المنطقة العربية وخارجها. كما يسعدني ان أؤكد لصحيفتكم ومن خلالها الى الرأي العام العربي ان الأمين العام في خطابه الأخير في القمة العربية لم يتوخ مثلما ورد في المقال المنشور اسلوب إلقاء المحاضرات، بقدر ما اعتمد اسلوب الحوار البناء في إطار الشراكة القوية بين منظمة الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية وبلدانها الأعضاء بروح التفاعل والتعاون مع القادة العرب، انطلاقاً من روح التعاون والحوار السائدة، لا سيما ان الأمين العام اكد في العديد من الفرص على ان حضوره للقمم العربية وقمة مجلس التعاون لدول الخليج واجتماعات قمة منظمة المؤتمر الإسلامي، تدخل ضمن التعاون الاستراتيجي بين الأممالمتحدة وهذه المنظمات الإقليمية المهمة والعلاقات الشخصية والمتينة بين الأمين العام وقادة الدول الأعضاء في هذه المنظمات الإقليمية. وفي هذا الإطار يسعدني ان اشير الى الاتصالات المباشرة المتواصلة بين الأمين العام والقادة والزعماء العرب والمسلمين والتي تعكس قناعة السيد كوفي انان بدورهم الحيوي في حل الأزمات والقضايا الإقليمية والدولية. وما المكالمة الهاتفية التي جرت بين الأمين العام السيد كوفي انان والأمير عبدالله ولي العهد في المملكة العربية السعودية حول الأوضاع الطارئة في المنطقة إلا دليلاً الى التواصل والتفاعل المتواصل بين المنظمة الدولية والمجموعة العربية. كما لا يفوتني ان اشير الى اللقاءات العديدة التي اجراها الأمين العام للأمم المتحدة والزعماء العرب خلال قمة بيروت والتي نوه خلالها القادة العرب بالدور المهم للأمين العام والمنظمة في معالجة قضايا المنطقة. وتفضلوا بقبول الاعتبار والشكر للتعاون الدؤوب بين صحيفة "الحياة" ومركز الأممالمتحدة للإعلام في بيروت. نجيب فريجي مدير مركز الأممالمتحدة للإعلام/ بيروت