واشنطن، لندن - أ ف ب، أ ب - أعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول امس ان الولاياتالمتحدة لا تنوي القيام بعملية عسكرية في المستقبل القريب ضد العراق لكن "كل الخيارات تبقى مفتوحة" في ما يتعلق بهذا البلد. وقال باول في حديث لمحطة تلفزيون "فوكس" الاميركية ان الولاياتالمتحدة "لا تخطط للقيام بعملية قريبا ضد العراق" الذي تتهمه واشنطن بتطوير اسلحة دمار شامل، مضيفا ان "كل الخيارات تبقى مفتوحة". وأضاف: "لا توجد على مكتب الرئيس خطة فعلية جاهزة" لعملية عسكرية في مستقبل قريب ضد العراق. وفي لندن، قال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ان نظام صدام حسين يجب ان يقلب اذا ما استمر في منع مفتشي الاممالمتحدة من القيام بعملهم، وصرح لشبكة "سكاي نيوز" التلفزيونية انه "اذا كان صدام يفكر في المستقبل فعليه ان يسمح للمفتشين بالعودة والعمل بحرية تامة". وأضاف: "وإلا فإن نظامه سيشكل خطراً على شعوب العالم وسيكون من الافضل ان يذهب". لكن سترو استبعد ان يكون الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس وزراء بريطانيا توني بلير قد توصلا خلال محادثاتهما في الولاياتالمتحدة اول من امس الى قرار نهائي بشأن العراق، وقال "سيتخذ القرار بتأن وعناية كبيرين، وبموافقة الطرفين، وعندما يتخذ القرار سيبلغ الشعبين به، لكن الطريق لا يزال طويلا". ونفى سترو ان تكون حكومة بلير منقسمة ازاء الموقف من العراق مؤكداًان هناك تضامناً كبيراً بين زملائه مما كان سائدا في عهد حكومات اخرى مثل حكومات مارغريت ثاتشر، واضاف: "نحن متفقون على ضرورة التركيز على صدام حسين وضرورة ان يطبق قرارات الاممالمتحدة التي يرفضها". وكانت صحيفة "ذي أوبزرفر" ربطت امس بين زيارة باول الى منطقة الشرق الاوسط وبين الهجوم المرتقب على العراق، وقالت ان "البعض يرى أن التدخل الاميركي الجديد في الشرق الاوسط يهدف أساسا للتخلص من عقبة واضحة في طريق القيام بأي هجوم عسكري على العراق الذي يحتل أولوية متقدمة في جدول أعمال الرئيس الاميركي". وأضافت انه "امام تصاعد العنف فى الضفة الغربية وعمليات القتل الاسرائيلية ومشاهد التظاهرات الصاخبة فى العواصم العربية، تحركت مستشارة الامن القومي الاميركي كوندوليزا رايس ووزير خارجيته لاقناع بوش بتغيير لهجته، فكان التدخل الذي بدأ الخميس الماضي وصدور الأوامر لباول بالتوجه الى المنطقة مؤشرا على تغلب وجهة النظر القائلة بضرورة الالتزام بديبلوماسية التعاون مع الاخرين بدلا من ديبلوماسية الصقور التي ترى الانفراد بكل شيء". ورأت الصحيفة أن هناك "جدول أعمال سريا لدى ادارة بوش، اذ تحتاج لأن تبدو كأنها تتحرك بخصوص القضية الفلسطينية لان من الضروري ان يسبق ذلك اي هجوم عسكري على العراق".