الحسناء الصاعقة بنيلوبي كروز اسبانية غزت هوليوود أخيراً واستطاعت القيام بدور الراهبة ودور المرأة اللعوب في كفاية وامتياز، يكمن السر في وجهها البريء وعينيها اللوزيتين وشفتيها الممتلئتين. إنها مزيج رائع متفجر نقل صاحبته خلال أقل من سنة من مجرد ممثلة اسبانية موهوبة الى نجمة شهيرة أصبحت حديث الجميع تقف فوق القمة في هوليوود. وأخيراً استطاعت أن "تشدّ" طوم كروز وتحتل في قلبه مكان زوجته السابقة نيكول كيدمان. "مادونا مدريد" كما يسمونها اليوم، تجلس حافية القدمين وتشرب كأس شوكولا مع الكريما في منطقة برنتوود في لوس انجيليس، وتتحدث عن فيلمها الجديد "فانيلا سكاي"، وهو موضوع حساس يتعلق بشريكها في الفيلم طوم كروز الذي التقت به للمرة الأولى في شباط فبراير 2001 حين أعلن انفصاله عن حبيبته السابقة نيكول. هل كان طبيعياً أن تقع مادونا في حبه وأن يحبها على الشاشة؟ تقول مادونا انها تتواعد مع طوم، وهي بالطبع تعمل معه. وعملهما سوياً لا يختلف كثيراً عما يفعلانه في أثناء المواعيد الخاصة. ويقول مخرج فيلم "فانيلا سكاي" كاميرون كراو عن بنيلوبي ان ثلاثة أرباعها حلو والربع الأخير قاس وأن الجزء الحلو فيها يتشفع بالجزء الشرس، وأن الجزء الشرس فيها يحمي الجزء الحلو. أما بنيلوبي فتقول: "أنا شرسة أكثر مما أنا حلوة". وتفسر ذلك بقولها انها اسبانية من برج الثور وهو برج مشهور بعناده. وتكمل مادونا: "قد أصبح مؤذية إذا وصلت الى درجة العناد. أنا أصارح الناس بالحقيقة فأجد نفسي أحياناً محشورة في مكان يصعب عليّ الخروج منه. انه أمر لا يحصل كثيراً ولكن عندما يحصل فهو ليس لطيفاً". المقابلات أيضاً تزعجها، خصوصاً عندما تدخل الأسئلة الى صميم حياتها الخاصة. وهي إذ تحاول الابتعاد من الوقوع في أوضاع محرجة كهذه، يأخذ اللقاء معها طابع الرسميات، يساعد على ذلك جزئياً كونها اسبانية وأن اللغة الانكليزية ليست اللغة الأساسية الأولى بالنسبة اليها، وهي عادةً تتهرب من الاجابة وتحملق في السماء الزرقاء لبعض الوقت. حازت بنيلوبي جائزة "غويا" الاسبانية الموازية لجائزة "أوسكار" وأنجزت 30 فيلماً معظمها ناطق باللغة الاسبانية. تردّ على سؤال حول فيلم "فانيلا سكاي" نسبة الى أفلامها الأخرى: "أنا لا أحب المقارنة، كل ما قمت به مهم بالنسبة إليّ. أنا ممثلة وأعتمد على دعم الآخرين وثقتهم لأقدم المزيد من العطاء في عملي. كسبت جمهوري في بلدي إسبانيا وهنا أيضاً. وأود أن أؤكد أنني كسبت ثقة الجمهور في هوليوود منذ لعبت دور "الراهبة" المصابة بالإيدز في الفيلم الاسباني، وكذلك فيلم "أمي" عام 1999، وبعد ذلك فيلم "الخيول الجميلة" في هوليوود أمام مات دامون عام 2000 وأمام نيكولاس كيج في فيلم "ماندولين الكابتن كوريللي" عام 2001 والآن أمام كروز في فيلم "فانيلا سكاي" عام 2001". من أهم أسباب نجاح بنيلوبي أنها تتفجر بالنشاط غير العادي، ولا تقترب من القهوة أو الشاي وبقية المنشطات التي تقول انها لا تحتاج اليها. نشأت بنيلوبي في احدى ضواحي مدريد مع أخيها وأختها الأصغر منها. والدها ادوارد ميكانيكي ووالدتها اسكارنا مصففة شعر. ساهمت والدتها في إشعال المزيد من نشاطها حين الحقتها بمعهد للباليه لمدة سنتين، انتقلت بعدها الى الكونسرفاتوار الوطني الاسباني الأكثر شهرة لدراسة الباليه والرقص المعاصر والجاز لمدة 9 سنوات. يصفها عمها مانويل الذي يدير متجراً في منطقة الكوبانداس في اسبانيا حيث نشأت بقوله انها "مقلّدة رائعة تجعلنا نضحك كثيراً عندما تقلّد أياً كان. وكثيراً ما كانت تقدم عروضاً للعائلة وتحب أن نشاهدها تغنّي وترقص". ظهر نجم بنيلوبي في سن الخامسة عشرة عندما تألقت في مباراة ضمت 300 متسابقة من الممثلات الشابات أقامتها كاترينا بايوناس التي أصبحت مديرة أعمالها في وقت لاحق. تقول كاترينا عنها انها مغناطيسية ساحرة خطفت أنفاسي، وهي مؤهلة لأن تصبح النجمة الأكثر شهرة في العالم ذات يوم. وقد صدق حدسها، إذ انها خلال 3 سنوات قامت بأعمال مميزة على شاشة التلفزيون الاسباني. وبعد ذلك كانت لها قفزة نوعية في فيلم "جامون جامون" عام 1992 في السابعة عشرة من عمرها. تقول بنيلوبي عن هذه المرحلة انها كانت ترفض كل مشاهد الجنس بقوة وشدة لفترة من الزمان حتى القبلات في التمثيل كانت مرفوضة لسنوات عدة. صحيح أنها كانت أفلاماً رائعة وأنا كنت صغيرة جداً، وكانت تجربة جيدة بالنسبة إليّ، ولا أدري كيف اختلطت الأحاسيس لديّ بين التمثيل والواقع في ذلك الوقت. بنيلوبي بالطبع لها تجاربها الجديدة في هوليوود كما تكشفها وسائل الاعلام المهتمة بتفاصيل كهذه والتي تلاحقها منذ سنتين ولكنها كانت ترفض الخوض في الأمور الخاصة وحياتها الشخصية. وتقول للاعلاميين: "هل عليكم أن تكتبوا كل هذه الأشياء؟". وهي تسأل برجاء: "إذا أشرتم الى هذه الأشياء من جديد فستبدو وكأنها حقيقية وبأنني أخرج مع كل من أعمل معه، وهذا غير صحيح". الواقع أن بنيلوبي ليس لديها الكثير من الأصدقاء الحميمين. كان حبها الأول هو المغني ناخو كانو أحد أفراد فرقة ميكانو في الثمانينات، كانت في السابعة عشرة من عمرها عندما التقته وأحبته وخرجت معه لمدة 5 سنوات. بعد ذلك صارت لها علاقة لمدة سنتين مع المخرج التشيكي طوماس اوبرماير. وعن الحب تقول: "أنت تقع في الحب عندما تقع في الحب" ويعجبها الرجل المخلص والمستقيم الذي لا يؤذي الآخرين. هل هي رومانسية؟ تقول:"نعم أنا كذلك، هل هي مثالية؟ تقول نعم بعض الشيء، ولكنني واقعية جداً الى درجة التشاؤم أحياناً". لا تحب قراءة التعليقات السلبية عنها في الصحف لأنها تسبب لها الازعاج وتستنزف من طاقة نشاطها. أسوأ ما قرأته عن نفسها قولهم انها حاولت أن تحرق نفسها بالمكواة في اليونان عندما كانت تمثل دورها في فيلم "كابتن كوريللي". والواقع أنها كانت حادثة غير مفتعلة، وأن الندبة التي نتجت من الحريق اختفت الآن تماماً. تذكر بنيلوبي يوم دعيت في أميركا لتوقيع التماس صادر عن جمعية الرفق بالحيوان ضد صراع الثيران في مدينة بامبلونا الاسبانية. أرسل الالتماس الى عمدة المدينة مع رسالة خاصة ادّعت الجمعية أنها مرسلة من بنيلوبي شخصياً الى العمدة الاسباني. ثارت ثائرة الجماهير الاسبانية عليها ليس لأنها طالبت بالرحمة لثيران ولكن لأن الرسالة كانت مكتوبة باللغة الانكليزية، الأمر الذي اضطرها لإرسال رسالة الى العمدة باللغة الاسبانية مؤكدة أن الرسالة باللغة الانكليزية لا علم لها بها وأنها لم ترسلها أصلاً. إذا أمعنت في وجه بنيلوبي كروز ترى عينين بأجفان ثقيلة، وشفتين كبيرتين، ملامحها مميزة جداً. وصفها رالف لورين الذي جعل من وجهها رمزاً لحملته الدعائية قائلاً: "إنها أجمل مخلوق شاهدته في حياتي". وقال عنها كاميرون كراو إن لديها القدرة على إشعال النار في أي شيء يتحرك. تميل بنيلوبي الى الأزياء البسيطة والأنيقة وترتدي قميصاً بسيطاً بأزرار وجاكيتاً كاكية اللون وسروالاً أزرق شبه بالٍ يبدو واسعاً جداً بالنسبة الى خصرها النحيل. أما لجهة شعورها بالمقارنة مع أساطير النجومية من شهيرات السينما أمثال أودري هيبورن وصوفيا لورين، فتقول: "يجب ألا نؤمن كثيراً بالجيد والسيئ. فالجيد أحياناً يبالغ في وصفه، وكذلك السيئ. الشهرة ليست أمراً ثابتاً ودائماً بالمطلق، إنه شيء متحرك في الهواء". وهي تستطيع المشي في الشوارع من دون الشعور بإزعاج الآخرين لها وتذهب الى المطاعم كذلك على راحتها. أما بالنسبة الى النوادي الليلية والبارات فالأمر مختلف نوعاً ما وأكثر صعوبة ولكنها لا تفتقد للنوادي الليليلة ولا البارات على كل حال. تقول انها سعيدة بإقامتها في لوس انجلوس وقد قامت عائلتها بزيارتها هناك في شهر تشرين الأول اكتوبر الماضي وخصوصاً أخيها الأصغر 16 سنة الذي يقول انه يريد أن يصبح غازفاً موسيقياً في فرقة موسيقى روك. تبقى علاقاتها بإسبانيا قوية. وهي تملك منزلاً في مدريد وتزوره بين شهر وآخر ولا تزال تظهر في أفلام اسبانية وآخرها فيلم جرى عرضه بعنوان "لا أخبار من الله" وهو فيلم غريب جداً من نوع الكوميديا السوداء تدور أحداثه حول ملاكين أحدهما من الجنة والثاني من جهنم، وتمثل دور الملاك القادم من جهنم. وهي قريبة جداً من والديها على رغم انفصالهما منذ سنتين. كلاهما ذو شخصية قوية، صديقان وجديران بالاحترام. وتقول: "منحاني الكثير من الحرية منذ البداية وهو كرم منهما أشكرهما عليه". هل تريد بنيلوبي إنجاب أطفال؟ تجيب: "طبعاً طبعاً.. سأفعل ذلك ذات يوم ولكنني لست جاهزة لذلك الآن". تتمتع بنيلوبي كما تقول بمزاولة اليوغا مرتين أسبوعياً، فالناحية الروحية لديها لها أهمية كبيرة - كما تقول - ولدت كاثوليكية، ولكنها في سن الثامنة عشرة قررت أن تصبح بوذية. هل تؤمن بالتقمّص؟ تقول ان هذا الموضوع خاص جداً ولا يمكن بحثه في مجالس عامة أو مقابلات صحافية. إنها حال خاصة يمكن أن تحسها أو لا تحسها. قيل انها تبرعت بمبلغ مليون جنيه لمؤسسة القديسة تريزا في كالكوتا عام 1998. ولكنها لا تؤكد ولا تنفي ذلك. هي أكثر اهتماماً بالكلام على سابيرا المؤسسة الخيرية الاسبانية التي ساهمت في إنشائها قبل سنتين. وهذه المؤسسة تهتم بتأمين مدارس وسكن في غابة خارج كالكوتا ترعى حالياً 80 فتاة مشردة. وهي تصرّح بأنها والمؤسسة تحاول مساعدة أكثر عدد ممكن من الفتيات المحرومات من العناية الطبية والتعليم ومن دون رعاية من أي شخص يعطيهن الحب والحنان، ويسرحن في الشوارع ويستعطين الناس. وتعقّب بنيلوبي بالقول انهم سوف يستطيعون إيواء بين 400 و500 فتاة ومساعدتهن خلال السنوات الأربع المقبلة. واتسع نشاط بنيلوبي الى نيبال حيث التقطت صوراً لأطفال من التيبت في المنفى، لاستعمالها في معرض للتبرعات أقيم في برشلونة، حيث ظهر الدالاي لاما في شكل مفاجئ في المعرض، وهي تحب التصوير وتتمتع كثيراً بوجودها خلف الكاميرا ويسعدها التقاط صور للمصورين بالذات في أثناء قيامهم بعملهم وتعشق دراسة الوجوه وتقوم بعملية نقد ذاتي للصور التي التقطتها". وتقول بنيلوبي انها وصلت أحياناً الى مرحلة الارهاق ولم تعد قادرة على الاستمرار. لم أكن أفعل شيئاً سيئاً لنفسي، ولكنني كنت أبالغ كثيراً في العمل وهذا ليس بالأمر الجيد. يمكن أن يكون العمل صديقاً جيداً حيناً أو عدوّك الأسوأ حيناً آخر. أدمنت بنيلوبي التدخين لمدة 4 سنوات ثم قررت التوقف بعد تعرّفها الى طوم كروز الذي كان يدعم حملة ضد التدخين في كاليفورنيا. وعوّدت نفسها على تناول الطعام عندما تحتاج الى ذلك، وأن تتوقف عن العمل عندما تشعر بذلك ولو لمدة 20 دقيقة. وتنام براحتها وتعطي لنفسها وقتاً حراً للتصرف كما تشاء. عندما تعمل في الأفلام لمدة 18 ساعة متواصلة يومياً، ترغب في النوم كذلك لمدة 15 ساعة على الأقل، إنها عادة عائلية كما تقول، فالنوم هو أفضل السبل للسعادة والجمال وكل شيء. هي سعيدة الآن بفيلم "فانيلا سكاي" وهو أميركي مأخوذ عن الفيلم الاسباني "افتح عينيك" الذي شاركت في تمثيله عام 1997. تقول بنيلوبي انها تقوم بدور امرأة مستقلة ومزاجية لا تنقصها روح النكتة، وانها سعيدة جداً بهذا الدور، والفيلم من النوع الذي ترغب أن تشاهده 10 مرات من دون ملل. أما بالنسبة الى شريكها في الفيلم وحبيبها في الواقع طوم كروز فهي تؤكد هذه المرة أنهما يعيشان سوياً في لوس انجيلس وتنكر الاشاعات بأنهما مخطوبان وتقول: "لا ننكر علاقاتنا ولا مواعيدنا، فالأمور تسير سيراً حسناً ولا نرغب بالدخول في التفاصيل حولها". هل أنت سعيدة؟ تجيب: "جداً": هل أنت في حال حب؟ تقول: "لا تسألوني أكثر من ذلك". وتكمل قولها: "يمكنكم أن تكتبوا أنه ليس عندي ما أخفيه، نحن نتواعد ونلتقي وأن الأمور تسير في شكل ممتاز، ولا مزيد من المعلومات وأنا على يقين أن الجميع يعرفون ما أعنيه".