أجرى وفد أميركي رفيع المستوى برئاسة رايان كروكر مساعد وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، محادثات في شمال العراق مع مسعود بارزاني، رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني وجلال طالباني الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، مؤكداً التزام واشنطن "ضمان" أمن الأقليم الخارج عن سيطرة الحكومة المركزية في بغداد، و"استمرار الدعم الانساني الاميركي للاقليم". في غضون ذلك كشفت مصادر كردية في السليمانية هوية بعض المساهمين في العملية "الانتحارية" التي استهدفت الدكتور برهم صالح رئيس الحكومة المحلية في السليمانية الثلثاء الماضي، مؤكدة مسؤولية "جماعة اسلامية متطرفة" منشقة عن ميليشيا "جند الاسلام" المنحلة، عن الهجوم الذي أودى بحياة خمسة من حراس برهم صالح وانتهى بمقتل اثنين من المهاجمين وجرح ثالث. وكان الوفد الأميركي الذي أنهى أمس زيارته شمال العراق مجتمعاً مع طالباني في مقر اقامته عندما نفذ الهجوم على بعد أقل من ميل. واضطر طالباني الى تعليق الاجتماع لمتابعة التطورات الميدانية. وكان كروكر، الذي رافقه في الزيارة ديبلوماسي تركي قدم من اربيل بعد لقاء مع بارزاني وأركان الحزب الديموقراطي الكردستاني، ركز على درس الاحتمالات السياسية في العراق ومراجعة التوجهات الاميركية الهادفة الى توجيه ضربة عسكرية للنظام ضمن ما يعرف ب"الحرب على الارهاب". وجاء في تصريح مقتضب اصدره الحزب الديموقراطي امس أن كروكر "جدد الالتزامات الأمنية والانسانية الأميركية للأكراد، ومساعيه لإزالة العقبات التي تقف في وجه تطبيع العلاقات بين حزبي بارزاني وطالباني واعادة توحيد الادارتين على اساس اتفاق واشنطن". وأشار الى ان الوفد الاميركي اعطى تأكيدات بالتزام الولاياتالمتحدة "وحدة الأراضي العراقية والسعي الى إقامة نظام حكم ديموقراطي تعددي وفيديرالي في العراق". والتقى كروكر بعد عودته من السليمانية بارزاني مجدداً، في مسعى ركز على محاولة تخفيف التوتر بين انقرة وبارزاني، والذي شهد تصعيداً وتراشقاً اعلامياً متبادلاً. العملية الانتحارية الى ذلك، تحدث برهم صالح عن تفاصيل العملية الانتحارية التي استهدفته، وقال في اتصال مع "الحياة" امس انه كان خارجاً من مقر اقامته عندما سمع اطلاق نار على البوابة. وزاد أن "أحد الانتحاريين كان يسعى الى اقتحام المنزل فيما واجهه الحراس الذين سقط خمسة قتلى منهم قبل القضاء على المهاجمين". واكد ان عنصراً ثالثاً نجح في الهروب من مكان الحادث واعتقل بعد 15 ساعة اعترف بمسؤولية مجموعة اسلامية "متطرفة" عن العملية التي استهدفت رئيس الوزراء في "الإدارة العلمانية الكافرة في السليمانية" كما قال الجاني، الذي يعرف باسم "أبو عاصم". وذكرت مصادر قريبة من التحقيق ان جثة أحد القتلى هي لنجل بكر غاز المسؤول عن تنظيم "الجماعة الاسلامية" التي يتزعمها علي بابير، ولكن لم تتوفر تأكيدات رسمية كردية. واكد احسان عبدالعزيز، مندوب الحركة الاسلامية في كردستان العراق، المعلومات التي ابلغت الى "الحياة"، وادانة "الحركة الاسلامية" التي يتزعمها والده الشيخ علي عبدالعزيز العملية "الاجرامية الجبانة". يذكر ان الجماعة الاسلامية انشقت قبل بضعة شهور عن الحركة الاسلامية التي تعتبر منظمة معتدلة تشارك في الادارة الكردية في السليمانية، وترتبط بعلاقات طيبة مع الحزب الديموقراطي الكردستاني.