عقد الممثل المصري نور الشريف مؤتمراً صحافياً أمس في فندق "كورال بيتش" في بيروت، ابتعد خلاله عن الحديث عن الأحوال الفنية، لتطغى السياسة على كلامه. والنجم المصري الذي استضافه "تلفزيون المستقبل" مساء أول من أمس ضمن برنامج "خليك بالبيت"، قال إنه سيعود إلى العاصمة اللبنانية بعد أسبوعين، تلبية لدعوة الفنّانة نضال الأشقر، ليقدم على خشبة "مسرح المدينة" مسرحيته الجديدة "لن تسقط القدس". وتركز الحديث عن الأوضاع التي تعيشها الأراضي الفلسطينية. وعن قيام الحكومة المصرية بدعم أعمال فنية وطنية وانتاجها، أوضح نور الشريف أن وزارة الثقافة هي التي تدعم الأعمال السينمائية، لكن موازنتها محدودة عادة، كما في معظم دول العالم. ورأى أن إنخفاض مستوى الأعمال الفنية الوطنية التي تنتج حالياً يعود إلى تأثير الإعلان في حياتنا. وأضاف: "أن مقداراً من الأنانية يسيطر على الفنانين منذ اعتمدت سياسة الانفتاح، إذ يتم الترويج للمظاهر لا للأعمال الحقيقية". ولفت إلى أن قصائد صلاح جاهين وعبدالرحمن الأبنودي وغيرهما تحمل قيماً فنية كبيرة لأنها من نتاج أناس يؤمنون حقاً بالعروبة. وعلى رغم الصورة المظلمة التي رشحت من الحوار، بدا نور الشريف متفائلاً بمستقبل القدس والفلسطينيين. وربط تفاؤله هذا بثلاثة عوامل: الأول تاريخي، إذ أكد أن هذه المدينة احتلت سابقاً وحررت من الغازين. والعامل الثاني يتمثل بالمقاومة الباسلة وصمود الشعب الفلسطيني الذي يبدي قدرة كبيرة على تحمل القهر، كما لفت الشريف إلى حيوية الشارع العربي. وقال أنه سيخرج فيلماً عن مقاتلين قاموا بعملية في مصر بعد العام 1967، من بطولة محمود حميدة، إلى جانب عدد من الفنانين الشباب، وقد يظهر بعض النجوم الكبار في هذا الفيلم كضيوف شرف. وكرر الفنان المصري تحليله للأوضاع العربية، مؤكداً أن "ما نعيشه هو سيناريو أميركي أو غربي وضع بعد نهاية حرب أكتوبر. وقد أجدنا نحن العرب تأدية الأدوار التي رسمت لنا". واعتبر نور الشريف أن مساندة الفلسطينيين، والخروج من الحال العربية المتردية، يتمان من خلال العمل الجدي، وبناء اقتصاد قوي. ولفت إلى أن أي دولة عربية لم تعد تملك جيشاً قوياً منذ العام 1973، فيما تنتشر الجيوش الأميركية في مناطق عربية. وسئل عن تعرضه لمحاولة اغتيال في أثينا أثناء تصوير مسلسل "الثعلب"، فلم يؤكد الأمر. وقال، بكل بساطة، إن سيارته انفجرت عندما نزل منها، وإنّه ولا يعرف السبب. وذكر بأن "نيغاتيف" فيلم "خط أبيض خط أسود" لا يزال مفقوداً، والفيلم شارك فيه الشريف إلى جانب مجموعة من الممثلين العرب والإيطاليين والفرنسيين، وشارك في إنتاجه فلسطينيون من منظمة التحرير، وشركة إيطالية صغيرة. والفيلم الذي يتناول النظرة الأوروبية إلى القضية الفلسطينية، حصلت شركة اسمها "ألكازار" على "نيغاتيفه" وأخفته. اللقاء الذي أراده الشريف "سياسياً فقط"، بسبب الظروف الراهنة، تفرع قليلاً ليشمل مشاريعه الفنية، فقال إنه لا يزال يحلم بتأدية دور الرسام في رواية أحلام مستغانمي "ذاكرة الجسد"، على رغم أنه لم يجد جهة تنتج هذا الفيلم. وكانت الأديبة الجزائريّة استردّت حقوق الرواية التي كان من المفروض أن ينقلها خالد يوسف إلى الشاشة. وطرحت مسألة الحاج متولي، فأوضح نور الشريف أنّه توقع أن يثير المسلسل جدالاً مختلفاً، عندما قبل اداء تلك الشخصيّة الاشكاليّة: "إعتقدت أنه سيثير جدالاً حول وضع المرأة في العالم العربي، وحول العلاقة الزوجية". وذهب بعيداً في انتقاده للعلاقات بين الرجل والمرأة في العالم العربي: "علاقات الحب بين الرجل والمرأة في العالم العربي مختلة". وذكر أن في مصر وحدها 9 ملايين شاب وشابة في سن الزواج، لم يتزوجوا بعد. ولفت الى أن في مصر نحو ألفي رجل متزوج من أربع نساء "أربعون منهم من حملة شهادة الدكتوراه". وختم بتلخيص مسرحية "لن تسقط القدس" التي يقوم ببطولتها، وهي من تأليف شريف الشوباشي، وتقع في فصلين الأول تدور أحداثه في حصن في القدس العام 1099 والثاني بين دمشق وبغداد.