طلب المجلس النيابي اللبناني في توصية وجّهها الى الحكومة اللبنانية وضع خطة في أسرع وقت ممكن لقيام لبنان بدوره السياسي والديبلوماسي والإعلامي تجاه العدوان الاسرائىلي على الشعب الفلسطيني والتهديدات الموجّهة للبنان وسورية. وقرّر إبقاء جلساته مفتوحة. جاء ذلك في أعقاب الجلسة العامة برئاسة رئيس المجلس نبيه بري وحضور رئيس الحكومة رفيق الحريري والوزراء، للبحث في العدوان الاسرائىلي على الشعب الفلسطيني. وبعد المناقشة العامة أوصت الحكّام العرب ب"الالتزام الكامل بتطبيق أحكام المقاطعة العربية ضد اسرائيل، وقطع العلاقات الديبلوماسية ووقف كل أنواع الاتصالات". وأكدت على حق الشعب الفلسطيني بمقاومة الاحتلال توصلاً لتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. ودعم لبنان المطلق لحق العودة". وثمّن المجلس الموقف السوري "المبدئي والثابت في تصديه للمشروع الصهيوني التوسعي". وأكد "رفضه للتهديدات الموجهة الى لبنان وسورية". وحذّر "العالم من الحشود الاسرائىلية على حدوده"، مؤكداً "ان لبنان سيصدّ أي عدوان اسرائىلي". ودان المجلس "الموقف الأميركي المنحاز الذي مهّد الطريق للعدوان على الشعب الفلسطيني"، مؤكداً "استنكاره للمواقف والتصريحات الاميركية التي تساوي بين الجلاد والضحية، والتي تحاول وصم المقاومة بالارهاب متجاهلة إرهاب الدولة في اسرائيل". وكانت الجلسة بدأت بكلمة للرئيس بري اعتبر فيها ان "اسرائيل أرادت من خلال عدوانها ان تؤكد على لاءاتها، مقابل تراجع العرب عن لاءاتهم ما بين قمة الخرطوم وقمة بيروت، وهي استناداً الى الانحياز الأميركي المطلق لسياساتها آملة في المزيد من التراجعات، وغير معترفة بتأكيد العرب حاجتهم الى السلام". وأكد ان اسرائيل ستواصل الهرب الى الأمام من عملية السلام لأنها تريد السلام لشروط الأمن الاسرائىلي وعلى حساب كل شعوب المنطقة". ورأى ان الوقائع الدامية الجارية الآن في فلسطين كانت نتيجة حتمية للتعمية عن حقيقة ان كل نقطة في اتفاق أوسلو تحتاج الى اتفاق". ورأى الحريري ان اسرائيل تريد العودة الى نقطة الصفر وتطلق النار على قرارات مجلس الأمن وتحفر من خلال ذلك كله حفرة عميقة للادارة الأميركية سيكون من الصعب بعدها على هذه الادارة أو سواها التحرّك لاطلاق أية عملية سلمية". وأكد ان "الخطاب الأميركي في أعقاب الحملة الاسرائىلية لم يكن عادلاً"، منبهاً واشنطن من "الاضرار الجسيمة التي يمكن ان تترتب على السياسات المعتمدة". وقال "ان لبنان سيبقى على موقفه التضامني مع الفلسطينيين وعلى تعاونه مع سورية وصولاً الى تحرير ما تبقى من الاراضي اللبنانيةالمحتلة وتحرير كامل الجولان وارساء دعائم السلام". وفي مداخلات النواب، أكد محسن دلول ان محاصرة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات هدفها اجباره على التوقيع على ما تريده اسرائيل والولاياتالمتحدة. وطالب نسيب لحود الولاياتالمتحدة "بوقف انحيازها الى اسرائيل"، مقترحاً "الشروع فوراً في مفاوضات وفقاً للمبادرة العربية". ووصف الرئيس عمر كرامي ما نسمعه اليوم من مواقف عربية ب"السيناريو الذي كان عام 1948 وان ردود الفعل الرسمية العربية "مخجلة". ورأى "اننا أمام مخاطر كبيرة واذا سقطت الانتفاضة فان منطقة الشرق الاوسط ستنفجر". ودعا العرب الى "السماح بتهريب السلاح الى فلسطين وقطع العلاقات مع اسرائيل". ودعا لاستخدام سلاح النفط في شكل مدروس. وحذّرت نايلة معوّض من أنه اذا سقطت الانتفاضة سيسقط السلام في المنطقة. ونبّه بطرس حرب من "تكرار الاخطاء التي تعود علينا بالويلات من خلال الدعوات الى فتح حدود لبنان". ودعا محمد رعد الى مقاطعة كاملة لاسرائيل وتزويد الفلسطينيين بالمال والسلاح واعتبار أميركا شريكاً كاملاً في العدوان. وحذّر من ان أي عدوان على لبنان ستتصدى له المقاومة بقوة. واعتبر جان عبيد ان حرب اسرائيل "هي حرب على شعوبنا جميعاً". ودعا أكرم شهيب الدول العربية ولبنان الى "استدعاء سفرائهم من واشنطن فوراً". ورأى النائب السابق تمام سلام ان "ما يحصل في فلسطين قد طالنا ليس باعتداءات اسرائىلية بل بما قد ينتج عن تخاذل أو تراجع عربي هنا وهناك".