نفى منسق الاممالمتحدة في الشرق الأوسط تيري رود لارسن ان يكون اخفى عن السلطات النروجية انه حصل وزوجته منى جولو على مئة ألف دولار من مركز شمعون بيريز للسلام في عام 1999. وصرح لارسن لوكالة الانباء النروجية بأنه عندما حصل على المنحة المالية "جلس معي على المقعد الامامي نفسه عدد من الرسميين النروجيين عندما منحت الجائزة". وكذّب لارسن ما ذكرته الصحف الاسرائيلية من انه حصل على المنحة لأنه كان من الذين خططوا لاتفاق اوسلو وان المنحة كانت "خدمة مقابل خدمة"، ويقصد بذلك جائزة نوبل للسلام التي منحت لكل من شمعون بيريز وياسر عرفات واسحق رابين. وقال وزير خارجية النروج جان بترشون انه لن يتحدث عن الموضوع الا بعد ان يحصل على كامل المعلومات. وشرح لارسن انه أعلم سلطات الضرائب النروجية عن المنحة عندما حصل عليها وقال: "استخدمت قسماً من الاموال في مهماتي التي قمت بها في الشرق الأوسط في فترة لم أكن أتلقى فيها راتباً شهرياً". والجدير بالذكر ان لارسن بدأ مهماته الديبلوماسية في الشرق الأوسط مطلع التسعينات عندما استقال من الحكومة النروجية، وبقي مستمراً في أعماله التفاوضية فترة من الزمن قبل ان تعينه الاممالمتحدة في منصبه الحالي. وانطلقت الحرب الاعلامية الاسرائيلية ضد لارسن قبل أيام عندما قال مستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي، زالمان شوفال في حديث الى اذاعة "بي بي سي" ان "الشعب الذي اعطانا كويسلينغ لا يحق له ان يقول لاسرائيل ما هو الصحيح وما هو الخطأ. وتيري رود لارسن لا يحق له ان يقول لنا ما يجب ان نفعله". واسم كويسلينغ من الاسماء المكروهة في المجتمع النروجي، فهو السياسي النروجي الذي نصبته المانيا النازية مسؤولاً عن النروج اثناء احتلالها لها. واذا أراد أحد ان يهين نروجياً فإنه ينعته باسم كويسلنغ. وشرح استاذ التاريخ في جامعة اوبسالا السويدية ل"الحياة" ان "الاسرائيليين تمكنوا من الضغط على الوتر الحساس، اذ ان كلمة كويسلينغ مرادفة لكلمة خائن أو نازي، وهذا يزعج النروجيين كثيراً". ولكن من الملاحظ ان النروج الرسمية تقف مع لارسن ضد الهجمة الاعلامية الاسرائيلية، اذ ان خبر المنحة المالية لم يعط الكثير من الاعتبار في اوسلو، كما ان السلطات النروجية ردت نهار أمس على اسرائيل بمطالبتها بتعويضات مالية بقيمة بلايين الدولارات عن المباني التي بنيت بمساعدة نروجية ودمرتها اسرائيل في حربها الأخيرة. وقال وزير خارجية النروج بترسون: "من البديهي ان نطالب اسرائيل بتعويضات عن الخسائر التي لحقت بالمباني التي نقف وراء تأسيسها".