وقع رجال أعمال مغاربة ومصريون اتفاقات في القاهرة امس لإقامة مشاريع مشتركة في مصر والمغرب، تنفيذاً لاتفاق المنطقة التجارية الحرة، وتطبيقاً ل"اعلان اغادير" الذي يضم كذلك الاردنوتونس، والذي كانت وقعته الدول الاربع العام الماضي لإقامة سوق عربية مشتركة قبل حلول سنة 2007، وهي الدول نفسها الموقعة على اتفاق الشراكة مع الاتحاد الاوروبي. قال بيان صدر امس في الرباط ان الاتفاقات الموقعة بين رجال الأعمال في مصر والمغرب تشمل قطاعات التجارة والبناء والصناعات الغذائية والتحويلية والسياحة والنقل البحري، مشيراً الى انه تم الاتفاق على بناء فندق من خمس نجوم في العاصمة الرباط بكلفة 100 مليون دولار، على اساس شراكة بين شركات القطاع الخاص في البلدين. وأضاف انه تقرر ايضاً انشاء شركة مختلطة للنقل البحري للمساهمة في خفض كلفة الشحن بين شرق البحر الابيض المتوسط وغربه، ستربط الاسكندرية بالدار البيضاء عبر ميناء تونس وموانئ اخرى. وتشمل الاتفاقات كذلك تطوير التجارة البينية وتبادل المعلومات والخبرات وتنسيق العلاقات والمواقف مع شركات اوروبية عاملة في المنطقة العربية. وستحصل شركات مصرية على عقود عمل في المغرب في قطاعات الطاقة الكهربائية والبناء والاشغال الكبرى، حيث ستشارك شركة "المقاولون العرب" في بناء مطار العروي الدولي في الناظور شمال شرقي المغرب. وكانت الشركة أنجزت بالتعاون مع "مكتب مطارات محمد الخامس" مطار غزة الدولي في رفح جنوبفلسطين. ولا تستبعد مصادر الشركتين ان يقوم المغرب ومصر بتمويل إعادة تأهيل المطار الذي جرفته السلطات الاسرائيلية. وكان وفد يضم 25 من رجال الأعمال المغاربة زار مصر الاسبوع الماضي واجتمع مع مسؤولين ورجال أعمال في القاهرة "لتفعيل المنطقة العربية الحرة" التي تقرر تقليص آجال تنفيذها خلال اجتماع وزراء الاقتصاد العرب الذي سبق القمة العربية في بيروت نهاية الشهر الماضي. وحسب المصادر، يُنتظر ان يزور الرئيس المصري حسني مبارك المغرب في وقت لاحق للاجتماع مع الملك محمد السادس وترؤس اللجنة العليا المصرية - المغربية التي تأجل اجتماعها بسبب الاحداث في الاراضي الفلسطينية. كما يُتوقع ان يدعو المغرب الى اجتماع جديد لدول "اعلان اغادير" لتقويم سنة من تطبيق الاتفاق الذي كان وقعه وزراء خارجية الدول الاربع في ربيع العام الماضي، والذي يُنتظر ان تنضم اليه الجزائر لاحقاً، بعدما وقعت بدورها اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي نهاية العام الماضي. وتتمتع سورية ولبنان وليبيا وموريتانيا بعضوية مراقب في "اعلان اغادير" الذي تتبناه الجامعة العربية والاتحاد الاوروبي والبنك الدولي. ويريد المغرب ومصر تسريع عملية تنفيذ المنطقة العربية الحرة لتكون رداً على الاحداث المتسارعة في منطقة الشرق الاوسط والغطرسة الاسرائيلية. وكانت المبادلات بين البلدين تضاعفت اربع مرات الى 120 مليون دولار منذ توقيع الاتفاق عام 1997 في عهد الملك الراحل الحسن الثاني. وتعقد اللجنة العليا المشتركة منذ ذلك التاريخ اجتماعات سنوية برئاسة رئيسي الدولتين بالتناوب في الرباطوالقاهرة. واستضافت تونس اول من امس اجتماع الخبراء في الدول الموقعة على "اعلان اغادير" للبحث في خطوات سير المنطقة العربية الحرة. وقالت المصادر ان المشاورات التقنية قطعت شوطاً كبيراً، وانهه سيتم رفع تقرير في هذا الشأن الى اجتماع مقبل في المغرب على مستوى وزراء الخارجية. وتشمل النقاط المتفق عليها تحرير التجارة البينية العربية وازالة الحدود والرسوم الجمركية، مع الأخذ في الاعتبار الاتفاقات الثنائية التي وقعتها كل من الدول الاربع مع الاتحاد الاوروبي، والاسراع في تنفيذ بنود المنطقة التجارية العربية الحرة التي وقعتها 15 دولة عربية تحت اشراف الجامعة العربية، بالاضافة الى التصديق على بروتوكولات قواعد المنشأ التي تسمح بتطوير تدفق السلع ذات الاصل العربي.