لندن - "الحياة"، رويترز - كتبت صحيفة "فاينانشال تايمز" امس ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يؤخر نشر ملف عن خطر اسلحة العراق وسط تكهنات بأن الملف يقدم دليلاً اقل مما يلزم لتبرير حملة عسكرية ضد بغداد. وأوردت صحف بريطانية أخرى الأحد معلومات مماثلة. وافادت ان وزارة الخارجية كانت ستنشر الاسبوع الماضي التقرير الذي أعده مسؤولون كبار في الاستخبارات لكن بلير تدخل لتأجيل النشر. ومن المقرر ان يلتقي بلير مع الرئيس جورج بوش في تكساس الجمعة المقبل. وقالت الصحيفة ان الحكومة تخشى ان يؤدي نشر الملف الان الى تفاقم المخاوف بين الدول العربية من ان الهجمات على العراق باتت وشيكة. ولم توضح وزارة الخارجية متى ستنشر الوثيقة. وقال ناطق باسمها: "سننشر المزيد من المادة حين يكون الوقت ملائماً". واستدرك: "لكن لا شك ان العراق لديه اسلحة دمار شامل ويواصل تطويرها". وتكهنت وسائل الاعلام البريطانية بأن نشر التقرير أُخّر لان الملف لم يثبت ان الرئيس العراقي صدام حسين يمثل خطراً متنامياً. وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية جورج تينيت ان هناك "اتصالات وروابط" بين العراق وتنظيم "القاعدة" الذي تلقي عليه ادارة الرئيس جورج بوش مسؤولية تدبير هجمات 11 ايلول سبتمبر في واشنطن ونيويورك. لكن المسؤولين البريطانيين اعربوا عن القلق من ان تكون الولاياتالمتحدة بالغت في الخطر الذي تمثله علاقات العراق وصدام ب"القاعدة". وكتبت صحيفة "فاينانشال تايمز" ان من المعتقد ان الملف البريطاني يتضمن تفاصيل جهود العراق الحديثة لتطوير اسلحة بيولوجية وكيماوية ونووية وصواريخ بعيدة المدى. وكانت صحف بريطانية أوردت اول من امس ان الملف عُرض على عدد من نواب حزب العمل لضمان تأييدهم الضربة التي ستوجّه الى العراق، لكن هؤلاء اعتبروا ان ما ورد فيه ليس كافياً لتبرير اي عملية تستهدف إطاحة الرئيس صدام حسين. وذكرت ان اعتراض هؤلاء النواب كان وراء طلب الحكومة مزيداً من المعلومات من أجهزة الاستخبارات عن قدرات العراق في مجال تطوير اسلحة الدمار الشامل.