اكدت السلطات المصرية اعتقال اربعة اشخاص، ثلاثة منهم من اصل باكستاني والاخر من اصل ياباني، يحملون جوازات سفر بريطانية، والتحقيق معهم بتهمة اعادة احياء تنظيم "حزب التحرير الاسلامي" المحظور في البلاد. ويشتهر هذا الحزب الذي ينشط،خصوصا، في بريطانيا بدعوته الانقلابية لاقامة دولة اسلامية. وهذا ما حاول القيام به في مصر عندما هاجم اعضاء فيه في نيسان ابريل 1974 مبنى الكلية الفنية العسكرية في القاهرة، في اطار محاولة انقلابية. وردت السلطات بمنعه وملاحقة اعضائه الى ان قضت على وجوده في البلاد. كشفت مصادر مطلعة في القاهرة ان السلطات المصرية تحقق مع أربعة بريطانيين قبضت عليهم قوات الأمن مطلع الشهر الجاري. واوضحت المصادر ل"الحياة" إن التحقيقيتعلق بمحاولة الاربعة إعادة إحياء نشاط "حزب التحرير الاسلامي" في مصر حيث انتهى تماماً في النصف الأول من السبعينات في القرن الماضي. ونفت المصادر أن يكون للمتهمين الاربعة المعتقلين حالياً أي علاقة بتنظيم "القاعدة" كما تردد، لكنها أشارت الى أن التحقيقات ما زالت في مراحلها الأولى. وذكرت المصادر أن المتهمين الاربعة دخلوا الى مصر بجوازات سفر بريطانية وأن ثلاثة منهم من أصول باكستانية، وهم رضى بانكورست 26 عاما وماجد نواز 25 عاما وحسن رزفي 23 عاما وأن الرابع من أصل ياباني واسمه يان مالكولم. وأوضحت أن اثنين من المتهمين قبض عليهما في مدينة الاسكندرية الساحلية وأن الآخرين اعتقلا في القاهرة، مشيرة الى أن قوات الأمن نفذت عملية اعتقال الاربعة في توقيت متزامن في 1 نيسان ابريل الجاري. وأفادت المصادر أن النيابة تجري حالياً تحقيقات مع المتهمين الاربعة لمعرفة ما اذا كانت لديهم علاقات تنظيمية بإسلاميين مصريين، مشيرة الى أن الجهات الأمنية كانت لاحظت نشاطاً اعلامياً مكثفاً ل"حزب التحرير الاسلامي" منذ منتصف العام الماضي، عبر بيانات ترسل الى الصحف ووكالات الأنباء، بينها بيانات تتحدث عن الأوضاع في مصر واوزباكستان وأخرى تحوي هجوماً شديداً ضد اميركا. لكن المصادر أوضحت أن بيانات الحزب لم تكن تحوي تأييداً صريحاً لأسامة بن لادن أو تنظيم "القاعدة"، وذكرت المصادر أن السلطات ضبطت في حوزة المتهمين كمية من المنشورات والبيانات ومطبوعات أخرى تحوي افكار الحزب المحظور في مصر. وروت المصادر أن ثلاثة من المعتقلين دخلوا الى مصر بغرض الدراسة في جامعة الازهر، وأن المتهم الياباني الاصل تاجر ودخل الى البلاد بتأشيرة سياحية. وأكدت أن المتهمين اعترفوا بعضويتهم في حزب التحرير، وأشارت الى أنهم اكدوا ان مبادئ الحزب تعود الى تقي الدين النبهاني الذي اسس الحزب في الاردن العام 1952 والذي توفي العام 1974، وذكروا أن الحزب بعدها انقسم الى ثلاثة اقسام الاول يقوده في بريطانيا عبد القادر زلوم وينشط بين المهاجرين الآسيويين، والثاني كان يقوده الشيخ عمر بكري قبل أن ينشق عنه ليؤسس "جماعة المهاجرين" والثالث ينتشر في أماكن مختلفة من العالم بينها اوزبكستان. وأفادت مصادر في السفارة البريطانية في القاهرة أن القنصل البريطاني زار المتهمين الاربعة في 11 الشهر الجاري، مشيرة الى أن أهالي المتهمين المقيمين في بريطانيا كانوا ابلغوا السفارة في 5 الشهر بالقبض عليهم، إلا أن السلطات المصرية لم تبلغ السفارة بشكل رسمي إلا بعد يومين. وأوضحت ان القنصل سلم الاربعة مأكولات وملابس، وأن الحكومة البريطانية طالبت السلطات المصرية باعلان نتائج التحقيقات وتوجيه الاتهام بشكل رسمي إليهم أو اطلاقهم وأن السلطات المصرية ردت بأن التحقيقات ما زالت جارية معهم وسيتم اعلان نتائجها لاحقاً. وتعود جذور حزب "التحرير الاسلامي" في مصر إلى بداية السبعينات من القرن الماضي. ونفذ أعضاء فيه في حزيران يونيو 1974 هجوماً استهدف "الكلية الفنية العسكرية" في منطقة كوبري القبة شرق العاصمة المصرية بمساعدة اعضاء في الحزب من طلبة الكلية بهدف الاستيلاء على الأسلحة الموجودة داخلها قبل الزحف إلى مقر اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي حيث كان الرئيس الراحل أنور السادات يعقد اجتماعاً مع كبار مساعديه. وكانت الخطة الموضوعة تقضي بقتل السادات ومن معه ثم التوجه إلى مقر الإذاعة والتلفزيون الذي لا يبعد سوى أمتار قليلة عن المكان الموجود فيه السادات لإعلان بيان اقامة الدولة الاسلامية، إلا أن الهجوم الذي أسفر عن مقتل 31 شخصاً من الجانبين فشل وألقت السلطات وقتها القبض على كل قادة وأفراد التنظيم. وكان المواطن الاردني الجنسية الفلسطيني المولد صالح سرية فرّ من الاردن عقب أحداث "أيلول الاسود"، واتجه على الفور وزوجته إلى مصر حيث أسس "حزب التحرير الاسلامي" وعاونه عدد من الاصوليين المصريين ومنهم كارم الاناضولي وحسن الهلاوي وحسن السحيمي. وأعدم سرية عقب فشل الهجوم على مبنى الكلية الفنية العسكرية وحكم على بقية الأعضاء بالسجن. ولا يؤمن التنظيم بارتكاب عمليات بشكل مكثف مثل تنظيمي "الجهاد" و"الجماعة الاسلامية" اللذين ظهرا في مصر في مرحلة لاحقة، ويسعى أعضاؤه دائما إلى محاولة تنفيذ انقلابات عسكرية لإقالة أنظمة الحكم، ولذلك فإنه يسعى دائما إلى اختراق المؤسسات العسكرية ومحاولة تجنيد عناصر منها. وكانت "الحياة" نشرت العام 1994 حواراً مع السحيمي تحدث فيها عن جذور التنظيم في مصر والاهداف التي سعى إلى تحقيقها واعتبر أن عملية "الكلية العسكرية" شجعت لاحقاً أصوليين في تنظيمات أخرى على أعمال العنف وسيلة لتحقيق اهدافهم.