تعقد دول الاتحاد الأوروبي ومنطقة جنوب شرقي حوض البحر المتوسط في فالنسيا، الاجتماع الأوروبي - المتوسطي في موعده المحدد، مطلع الاسبوع المقبل، على رغم اتساع الحملة العسكرية الاسرائيلية ضد الفلسطينيين، وغياب آفاق الحل السياسي. وينتظر أن تتصدر الأزمة في الشرق الأوسط الاجتماع الذي سيعقد على مستوى وزراء خارجية دول الاتحاد ونظرائهم لبلدان جنوب شرقي حوض المتوسط، ومنهم شمعون بيريز وزير الخارجية الاسرائيلي. وأكد مصدر رسمي ان كل البلدان المتوسطية، باستثناء سورية، أكدت مشاركتها في الاجتماع، وكذلك جامعة الدول العربية وليبيا وموريتانيا. وفي سياق التمهيد لاجتماع فالنسيا وابلاغ الأوروبيين نتائج المحادثات الأميركية - الفلسطينية، أكدت مصادر ديبلوماسية ان وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث "يحاول تنظيم لقاءات مع المسؤولين في بلجيكا والمفوضية الأوروبية في بروكسيل الجمعة". وسيكون اجتماع فالنسيا أول لقاء وزاري يجمع اسرائيل ودولاً عربية منذ بداية الهجمة الشرسة التي يشنها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ضد مؤسسات السلطة الفلسطينية وأراضيها. ورأى مصدر رسمي أوروبي ان مشاركة البلدان المتوسطية، على رغم اتساع الأزمة في الشرق الأوسط، تمثل دليلاً على تمسك البلدان الأوروبية والعربية بأهداف مسيرة الشراكة التي انطلقت قبل سبع سنوات في برشلونة. وعلى هامش اجتماع فالنسيا، كان مقرراً أن يوقع الاتحاد الأوروبي مع لبنان والجزائر اتفاق الشراكة الأوروبية - المتوسطية. لكن وزير الخارجية اللبناني محمود حمود أعلن أمس عدم مشاركة لبنان وسورية في الاجتماع. وقال ديبلوماسي ان الترويكا الأوروبية ستعقد اجتماعات منفصلة مع الوزراء العرب، وآخر مع الوزير بيريز صباح الثلثاء. وتتألف الترويكا من المفوض الأوروبي خافيير سولانا وعضو المفوضية مسؤول العلاقات الخارجية كريس باتن ووزير الخارجية الاسباني رئيس المجلس الأوروبي جوزيب بيكيه. ويتوقع أن يدفع الأوروبيون في اتجاه تبني الطروحات الأميركية الخاصة بمراحل التهدئة الأمنية في الشرق الأوسط والانسحابات الاسرائيلية، والانتقال بسرعة الى مفاوضات الحل النهائي. وأوضحت المفوضية أمس ان عقد اجتماع الترويكا وبيريز "لا يعني العدول عن اقتراح المفوضية والرئاسة الاسبانية دعوة مجلس الشراكة مع اسرائيل الى الانعقاد في شكل عاجل". وانتقد الديبلوماسي الأوروبي اقتراح اسرائيل عقد مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط في غياب الرئيس ياسر عرفات والأطراف الدولية، مثل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. ووصف المصدر اقتراح ارييل شارون بهذا الصدد بأنه "خدعة" تساعده على إيهام الرأي العام الدولي بوجود رد فعل سياسي على المبادرات العربية والدولية. وينتظر أن يصدر اجتماع فالنسيا موقفاً يدعم الدعوة الى عقد مؤتمر دولي يساهم فيه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة واسرائيل، الى جانب الأطراف المعنية بالنزاع العربي - الاسرائيلي، من أجل احياء عملية التسوية، بعد وقف النار وانسحاب القوات الاسرائيلية من الأراضي الفلسطينية. وذكر مصدر رسمي ان ليبيا ستشارك في اجتماع فالنسيا كمراقب مثل جامعة الدول العربية وموريتانيا "لأن طرابلس لم تقبل بعد مبادئ مسيرة برشلونة".