ينتظر ان توافق المفوضية الاوروبية في اجتماعها الاسبوعي اليوم على اقتراح يقدمه مفوض العلاقات الخارجية كريس باتن بتحويل المبلغ المتبقي من القروض المالية 60 مليون يورو التي كانت وضعتها لمساعدة استمرار نشاط المؤسسات الفلسطينية الى هبات مالية على ان تستخدم كمساهمة في المعونات الدولية التي من المزمع ان تقدمها الدول المانحة لانقاذ مؤسسات السلطة الفلسطينية. وترهن المفوضية مساهمتها المالية بمساهمة الدول الغنية العربية وصناديق الانماء العربية وكذلك الولاياتالمتحدة واليابان. ومن المرجح ان تعقد الدول المانحة اجتماعات تمهيدية مطلع الاسبوع المقبل. وقال مصدر مطلع ل"الحياة" ان الترويكا الاوروبية نقلت الى المسؤولين الفلسطينيين الشروط المفترض تنفيذها قبل تحويل الموارد المالية. وتشدد المفوضية على ضرورة "اتخاد التدابير اللازمة لمقاومة الفساد وتعزيز شفافية انفاق الموازنة الفلسطينية المعدلة واشراف صندوق النقد الدولي على سيرها". واوضح المصدر ان الزيارة التي تقوم بها الترويكا مطلع الاسبوع الى كل من غزة والقدس المحتلةوالقاهرة "لا تهدف الى انعاش عملية السلام لان التوتر بلغ درجات متقدمة وبات الوضع يحتاج الى خطوات انتقالية تقتضي من الفلسطينيين وقف الانتفاضة والاسرائيليين رفع الحصار الاقتصادي عن الاراضي الفلسطينية". وعقب مصدر ديبلوماسي عربي بأن اتهامات الفساد وسوء التسيير "قضية حق اريد بها باطل" لأن السلطة الفلسطينية "ابدت انفتاحاً مطلقاً وتتعاون بشكل مكثف مع كل من المفوضية وصندوق النقد الدولي من اجل تنفيذ الاصلاحات المالية والادارية ووضع موازنة معدلة". واضاف ان إلحاح الاتحاد الاوروبي على قضايا الفساد في الظروف الراهنة "ذريعة مشبوهة لان الخزانة الفلسطينية لا تحوي اموالاً يمكن تبذيرها. ويشتبه في ان الاتحاد يستخدم مشكلة الفساد للضغط على السلطة الفلسطينية وحملها على وقف الانتفاضة بما يساعد على اقناع حكومة شارون برفع الحصار". ويضم وفد الترويكا الاوروبية وزيرة الخارجية السويدية رئيسة المجلس الوزاري آن لينده وعضو المفوضية مسؤول العلاقات الخارجية كريس باتن والمبعوث الاوروبي لعملية السلام ميغيل انخيل موراتينوس. وكان مقرراً ان يجتمع المبعوث الاوروبي مع الرئيس ياسر عرفات ليل الاثنين - الثلثاء في غزة قبل ان يعقد اليوم محادثات مع كل من رئيس الوزراء ارييل شارون ووزيره للخارجية شمعون بيريز والرئيس الاسرائيلي موشي كتساف كما ستعقد الترويكا محادثات مع الرئيس حسني مبارك في القاهرة بعد إنهاء اجتماعاتها في اسرائيل.