ندد عدد من النواب البريطانيين والمدافعين عن حقوق الانسان والناشطين الاسرائيليين في حركة السلام بالفظائع التي ارتكبت في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين وطالبوا الحكومة البريطانية بأن توقف رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون عند حده وترغمه على الانسحاب من الأراضي الفلسطينية. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي نظمه النائب العمالي المؤيد للقضية الفلسطينية جيريمي كوربين نائب رئيس لجنة حقوق الانسان في مجلس العموم البريطاني في حضور المفوض الفلسطيني العام لدى المملكة المتحدة عفيف صافية والناشط الاسرائيلي في حركة السلام اوري افنيري وزوجته راشيل، ونائب مدير رابطة الاممالمتحدة في بريطانيا بيتر ديسون والنجمة السينمائية المعروفة فانيسا ريدغريف، وعدد آخر من النواب البريطانيين من حزبي العمال والمحافظين في بريطانيا ومدير مكتب الاممالمتحدة في لندن أحمد فوزي. وأجمع المتحدثون في المؤتمر الذي عقد بالقرب من مجلس العموم البريطاني في وسط لندن امس على ان حقيقة الاعمال الوحشية الاسرائيلية التي وقعت في جنين، وفي مناطق اخرى من الضفة الغربية، بدأت تخرج الى النور وتوضح مدى عجز الولاياتالمتحدة عن ارغام شارون على الانسحاب من الأراضي الفلسطينية التي غزاها منذ أواخر آذار مارس الماضي. وتحدثت في البداية فانيسا ريدغريف عن إحساسها "بالعار والخزي" من السياسة السلبية التي اتبعتها الحكومة البريطانية، وألقت باللوم على رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وعلى وزير خارجيته جاك سترو. وقالت ان حكومة بريطانيا "أصبحت متواطئة بطريقة غير مباشرة في مذبحة وقعت في جنين" لأن بريطانيا وغيرها من الحكومات الغربية وقفت عاجزة بعد انتهاك اسرائيل للقانون الانساني الدولي، ولذلك "فإن كل من حرم الفلسطينيين من التمتع بهذه الحقوق مسؤول عن القتل والعنف وخيانة الفلسطينيين". أما افنيري فأكد ان جنين اصبحت "رمزاً للنضال الفلسطيني" من أجل الاستقلال والحرية، مشيراً الى ان اسرائيل ارتكبت جرائم حرب خصوصاً بمنعها سيارات الاسعاف والاطباء والصحافيين من دخول مخيم جنين. وقال ان معنى ذلك ان اسرائيل لديها ما تريد اخفاءه عن العالم. وطالب افنيري الولاياتالمتحدةوبريطانيا بارغام اسرائيل على الانسحاب من الأراضي الفلسطينية، خصوصاً لأن رئيس الوزراء البريطاني هو الشخص الوحيد الذي يستمع اليه الرئيس الاميركي. وقال ان شارون "غرس سكيناً في ظهر الاسرائيليين من حركة السلام". وذكر افنيري: "اننا كنا نعرف ان حقيقة ما جرى في جنين ستظهر على الملأ على رغم دعاية حكومة شارون الكاذبة". وأكد ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات هو رمز القضية الفلسطينية والنضال من أجل التحرير، أما شارون فهو "رجل حرب جاء لتدمير اتفاق اوسلو". وتحدث بعد ذلك عفيف صافية الذي طالب بلير وسترو بأن يفكرا في عمق المشاعر الشعبية البريطانية المؤيدة للحقوق الفلسطينية معرباً عن أمله بأن تكلل مهمة وزير الخارجية الاميركي كولن باول بالنجاح في ظل ادارة اميركية غير مجربة ومنحازة لاسرائيل.