تسبب البيان الذي اصدرته السلطة الوطنية الفلسطينية ووقعه الرئيس ياسر عرفات ودان فيه العمليات الاستشهادية التي تستهدف المدنيين في احباط في اوساط من استمروا لاكثر من اس1بوعين في رفع صور "أبو عمار" أثناء الفعاليات والتظاهرات التي انطلقت في كل المدن المصرية احتجاجا على الاجتياح الإسرائيلي للمدن الفلسطينية. وعلى رغم أنها لم تكن المرة الأولى التي يدين فيها عرفات العمليات الاستشهادية إلا أن الظروف التي خرج فيها بيانه كانت مختلفة عن المرات السابقة، ما تسبب في احباط كبير لدى الناس الذين توقعوا عدم انصياع القيادة الفلسطينية لأي ضغوط اميركية أو اسرائيلية. وانعكس ذلك في انخفاض واضح في عدد المشاركين في تظاهرة احتجاج على المذابح الاسرائيلية بعد بيان عرفات الذي اعتبره الشارع المصري "تنازلاً جديداً وموقفاً سياسياً في غير محله". ورأي استاذ القانون الدولي الدكتور عبدالله الأشعل ان عرفات "ظل دائما يُدين العمليات التي تقع داخل اسرائيل وتستهدف المدنيين ولم يكن يلقى معارضة كبيرة من الشارع العربي لان العمليات ظلت مستمرة والادانة كانت تترجم على انها تهدف الى منع شارون من تنفيذ الاجتياح". ولأن البيان صدر قبل ساعات من لقاء وزير الخارجية الاميركية كولين باول بعرفات فإن الاعتقاد السائد في الشارع المصري أن عرفات دفع ثمن لقاء باول مقدماً، لكن الأشعل يرى أن "الدفع تم من دون مقابل"، ويرى أن "اميركا لن تحارب نيابة عن الفلسطينيين بل صارت تغطي على كل التصرفات الاسرائيلية". ولفت الأشعل الى أن الخطورة في تأثير البيان تأتي من كونه "قد يعني لدى البعض اقراراً فلسطينياً بأن العمليات الاستشهادية اعمال ارهابية غير مشروعة ما يعطي شارون الحق في ملاحقة القائمين عليها". واعرب محامي الجماعات الاسلامية في مصر السيد منتصر الزيات عن تقديره "للظروف العصيبة التي يمر بها الرئيس عرفات ومخاطر الابادة التي تقوم بها القوات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وبنيته التحتية"، ورأى أن "شارون كان يضمر تنفيذ ما خطط له واتفق على خطته مع الراعية اميركا". وقال الزيات: "كان على عرفات أن يحرص على ما يملك وهو شعبه والدفعة المعنوية الهائلة التي قدمتها الشعوب العربية. كان عليه أن يكون أكثر صموداً وان لا يرضخ للضغوط". واعتبر أن "أول رد فعل سلبي نتيجة البيان هو ضعف التظاهرات الغاضبة في مصر مثلا". وان111تهى الزيات الى القول: "الشعوب العربية والإسلامية تريد أن تثق في قدرة عرفات على الصمود وعلى نيته في إقامة دولة فلسطينية مستقلة".