هزت شاحنة مفخخة أمس كنيس "الغريبة" في جزيرة جربة 500 كيلومتر جنوب العاصمة تونس ما أدى الى سقوط ثمانية قتلى وأكثر من عشرين جريحاً بينهم سائق الشاحنة الذي قتل على الفور طبقاً لمعلومات مصادر غير رسمية. وهذه أول عملية في نوعها في تونس حيث توجد جالية يهودية لا يتجاوز عدد أفرادها ألفين وخمسمئة شخص بينهم خمسمئة يهودي يقيمون في جربة منذ قرون. وأفاد بيان رسمي أن بين القتلى رجل أمن يرجح أنه من ضمن العناصر المكلفة حراسة الكنيس، كذلك أشار البيان الرسمي الى غالبية الجرحى من العابرين الذين "أصيبوا بحروق متفاوتة". ولم يعرف شيء عن المسؤولين عن العملية إلا أن مصدراً رسمياً أكد ان "الأجهزة الأمنية والقضائية تكفلت التحقيق في أسباب الحادثة". واعتاد مئات اليهود زيارة كنيس "الغريبة" الذي يقع في محلة "الحارة الصغيرة". في مطلع أيار مايو من كل عام، وتوقف مجيء "الحجاج" من اسرائيل في العام ألفين بعد القرار الذي اتخذته القمة العربية قبل الأخيرة في القاهرة بتجميد التطبيع مع الدولة العبرية. ويعود بناء الكنيس الذي يعتبر المعبد اليهودي الأقدم في العالم خارج فلسطين، الى ألف وخمسمئة سنة قبل الميلاد، ما جعله مقصداً دائماً لليهود الفرنسيين والايطاليين والسياح ما أدى لاصابة سياح لم يعرف عددهم أثناء العملية. وأوضح مصدر رسمي ان مروحيات تابعة للجيش التونسي شاركت في إجلاء الجرحى الى مستشفيات قريبة. وأضاف أن شاحنة مجهزة بصهريج غاز "صدمت الرصيف في محيط الكنيس ثم حطمت السياج ما أدى الى تفجير الصهريج". ويضم الكنيس مجمعاً من القاعات الملاصقة للمعبد والتي تستخدم لإطعام الزوار أثناء احتفالات "الزيارة" السنوية والذين وصل عددهم أحياناً الى خمسة آلاف "زائر". أكد مصدر في السفارة الألمانية في تونس وفاة أربعة سياح ألمان كانوا في حافلة سياحية رست في محيط الكنيس لحظة حدوث التفجير. ولم يتأكد سقوط قتلى أو جرحى بين اليهود الموجودين داخل الكنيس ما رجح أن الشاحنة لم تتمكن من الوصول الى بوابة الكنيس بسبب اعتراض رجال الأمن سبيلها. ولم يعرف شيء عن هوية السائق. وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ايمانويل نخشون لوكالة "فرانس برس" ان الانفجار بالقرب من كنيس الغريبة في جزيرة جربة جنوبتونس ناجم عن اعتداء. ونفى رئيس الجالية اليهودية في جربة بيريز طرابلسي وجود علاقة بين الحادثة و"ما يجري في الشرق الأوسط". وأكد في تصريحات الى وكالة الأنباء التونسية الرسمية ان الضحايا سياح أجانب ومواطنون تونسيون يعملون في "الغريبة". وتوقع ان يعاود اليهود "زيارة الكنيس في الموسم المقبل الشهر المقبل في شكل عادي لأداء مناسكهم والتبرك بالمعبد". وقدر عدد الزوار الذين يؤمونه بثماني آلاف زائر في السنة.