يفرض الزمن الرديء الحالي في الرياضة العالمية واقع ان شراء أي سلعة غذائية من متجر او استعمال دواء بسيط للعلاج من امراض خفيفة يمكن ان يدخل ممارسي الالعاب الفردية او الجماعية في لعبة "الروليت الروسية" الحقيقية، تمهيداً لاطلاق رصاصة الرحمة القاتلة على مسيرتهم في الملاعب وميادين الانجازات المختلفة. ساد الاعتقاد في الاعوام السابقة باستحالة ارتباط الحالات الايجابية لتناول المنشطات بالصدف، بل بمعادلات طبية مدروسة تحتم مواجهتها بالتجاهل الكلي لنداءات البراءة والصرخات النابعة من شعور الظلم الشديد. الا ان الحال تغيرت قبل عامين، بعدما اصدرت الاتحادات العالمية بيانات تحذير من اخطار تناول مواد غذائية مجهولة المكونات، خصوصاً تلك التي تمنح الجسم طاقات حرارية كبيرة، وبالتالي حيوية زائدة في ممارسة النشاطات البدنية المرهقة. واخيراً، كشفت اللجنة الاولمبية الدولية من خلال دراسة نفذتها على مواد غذائية مختلفة يكثر تناولها من قبل الرياضيين الحقائق الرقمية المرتبطة بهذا الواقع، اذ اعلنت ان 94 من 634 سلعة غذائية تضمنت مواد منشطة، اي بنسبة 8،14 في المئة. واشارت الدراسة الى ان نسبة هذه المواد، التي تؤدي الى حالات ايجابية مؤكدة، ارتفعت الى 8،25 في المئة في هولندا، و7،22 في المئة في النمسا، و9،18 في المئة في بريطانيا، ما يفسر جزئياً ارتفاع عدد المتنشطين في هذا البلد في الفترة الاخيرة، ومن بينهم لاعبا كرة القدم ادغار دايفيدز وياب ستام في هولندا، والبطل الاولمبي السابق في سباق ال100 متر لينفورد كريستي في بريطانيا، علماً ان حالاتهم الايجابية اقترنت بمادة الناندرولون التي توجد بكميات كبيرة في مواد غذائية عدة. ونذكر ايضاً العداء البريطاني مارك ريتشاردسون، الذي ازيلت اخيراً عقوبة الايقاف عنه، بعدما اصر على ان فحصه الايجابي نتج من نوعية الغذاء "غير السليم". وعموماً نتج اعتراف العلماء بهذه الظاهرة، بدءاً من عام 2000، ومبادرتهم الى دراسة المكونات المنشطة الفعلية في المواد الغذائية المستعملة، من خلال ملاحظتهم ظاهرة انحصار نوعية المواد المنشطة المستعملة في الناندرولون، المصنف ضمن المواد القديمة وغير الخاضعة للتطويرات الطبية الجديدة. وبالعودة الى الارقام، تحددت المواد المحظورة في 23 عينة غذاء من ال94 ذات التصنيف "غير السليم" في مزيج من الناندرولون والتيستوستيرون، علماً ان المادة الاخيرة تشكل ركيزة المواد المنشطة... ووجدت الاخيرة في 64 عينة غذاء، والاولى في سبع فقط. من جهة اخرى، رأى الخبير الطبي الالماني فيهيلم شاينزر، ان العلاقة الواضحة بين المواد الغذائية ومنشط الناندرولون تحديداً، لا تعني البراءة الكاملة للرياضيين المتورطين "فالاحتمالات كلها واردة". وعلى صعيد وسائل تصدي الدول للمنشطات، اعلنت اللجنة الاولمبية السويدية عن انشاء ملفات دائمة للرياضيين حول فحوصات الدم التي يخضعون لها في شكل دوري من اجل تعزيز وسائل مراقبتهم، وتحديد وضعهم من تناول المواد الغذائية التي تحتوي مواد منشطة محظورة. وكان عشرة رياضيين من 2530 ثبت تناولهم المنشطات في العام الماضي، ابرزهم عداءة سباقات الحواجز لودميلا انكفيست.