وجدت الوزارة نفسها أمام معضلة إذ كان يجدر بها نشر هذا التقرير لأن ذلك يصب في مصلحة الرأي العام إلا أنّ الاتهامات الموجهة إلى رياضيين قد تدفعهم إلى رفع دعاوى قدح وذم من منطلق حماية البيانات. أما الخلاصات الأساسية التي تمّ التوصل إليها فهي أنّ البرنامج كان تحت إدارة المعهد الفيدرالي للعلوم الرياضية ووزير الداخلية، فقد أطلقا في البداية برنامجاً يهدف إلى دحض التأثير المنشّط لمواد ستيرويد والتيستوستيرون والأستروجين. لكن، حين تبيّن عكس ذلك، سلّمت هذه المواد إلى متنافسين بما فيهم عدائين ومجذفين. لا يمكن مقارنة ذلك مع ما حدث في منتخب ألمانيا الغربية لكرة القدم إلا أنّ موضوع المنشطات كان جدياً ومنتشراً بما فيه الكفاية. ونقل شاهد للباحثين عن مسؤول كبير في وزارة الرياضة قوله قبل الألعاب الأولمبية في ميونيخ عام 1972 «الأمر الوحيد الذي يهمنا هو حصد الميداليات». وإشتكى الباحثون لأنهم مُنعوا من الإطلاع على أرشيف إتحاد كرة القدم الألماني إلا أنّ ذلك لم يثنهم عن التركيز على اللعبة. ويشير التقرير إلى أنه تمّ إعطاء منشطات للاعبين في أندية محلية نهاية الأربعينات قبل أن يدخل المنتخب مجدداً إلى المنافسة الدولية. ومن ثمّ، لفت إلى تعاطي لاعبين في المنتخب المنشطات خلال كؤوس العالم في أعوام 1954 و1966 و1974. وبعد مضي شهور على فوز الألمان بمونديال 1954، أصيب عدد كبير منهم بمرض اليرقان. وأشار تقرير جامعة هومبولدت إلى أنّ معظمهم حقن بمادة برفيتين باستخدام الإبرة ذاتها. إلا أنّ عدداً قليلاً منهم من بينهم ألفرد بفاف، الذي أصبح قائد آينتراخت فرانكفورت في نهائيات كأس أوروبا عام 1960، رفض أخذ الحقنة. وأصدر الأخير الإجراءات الخاصة به والمناهضة لتناول المنشطات قبل أشهر من بدء المونديال عام 1966. وأعدت على أساس المبادئ التي أتفق عليها في المؤتمر القانوني والطبي الدولي الذي نظّمه المجلس الأوروبي في ستراسبورغ في أيلول (سبتمبر) 1965. وأعلم مندوبو الفرق قبل النهائيات بسبع مجموعات من المواد المحظورة، علماً أنها تتضمن مجموعة الأفيتامين التي تضمّ مادة الإفيدرين. لكن قبل ثلاثة أشهر، وتحديداً في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) 1966، بعث رئيس اللجنة الفرعية الطبية التابعة ل»فيفا» ميهالو أندرغيفيتش برسالة إلى ماكس دانز رئيس الاتحاد الألماني لألعاب القوى أشار فيها إلى أنّ الفحوصات التي أُجريت على ثلاثة لاعبين ألمان أظهرت وجود آثار ضعيفة لمنشط إيفيدرين. ورصدت هذه المادة في فحص للبول الذي كان الفحص الوحيد المعتمد للكشف عن تعاطي المنشطات.